top of page

تحفة فنيّة | جال عمرام

تحفة فنيّة - حرفة يدويّة كفن نسويّ


ماذا تقولون





مقدّمة

منذ سنّ صغير وانا منخرطة في الأبداع والفنون، حيث أنّه في كل مرّة غيّرت الفنون شكلها ولاءمت احتياجاتي وإرادتي في كل فترة من حياتي. كطفلة، شاركت في دروس فنون (بالأساس رسم ونحت) الذين دمجوا بين إبداع تعبيريّ لدراسة التقنية والمهارات. بالمقابل، انخرطت دائمًا بأشغال يدويّة وخطوات الأولى في مجال الحِرف اليدويّة كان بمرافقة وتعليم أفراد عائلتي - علمتني جدتي الحياكة، وامي علمتني الخياطة بواسطة إبرة وخيط، وعلمني أبي أساسيات النجارة. وحتى أنّي حصلت على أول ماكينة خياطة من عمتي (كانت ماكينة خياطة مستخدمة). لقد لاحظت منذ تلك الفترة أن الأعمال اليدويّة قد تعلمتها في حيّزي البيتيّ، بينما كنت اتعلم الرسم والنحت في مساحات مهنيّة خارج البيت.


وهكذا اتضح انّي احيانًا "صنعت" أغراض مفيدة لي ولأصدقائي المقرّبين، وفي أحيان أخرى رسمت وخلقت "فن". حيث أن جزء من رسوماتي عُلّقت في بيت والديّ (ولكن غالبية الرسومات وضعوا في جانب الغرفة وغطيوا في الغبار)، تم استخدام الأغراض التي قمت بصنعها بشكل كبير، سواء كان ذلك من قِبلي أو إذا قمت بتقديمها كهدايا لأشخاص مقربين إلي. شعرت بالفخر الشديد عندما كنت أرتدي ملابس قمت بخياطتها بنفسي، أو أقدم هديّة قمت بصنعها. مع كل "منتج" جديد ثقتي في نفسي والشعور بالقدرة كان يرتفع. وتعلمت انّ بإمكاني ايضًا بالعكس - عندما أريد أن أشعر بالقوة والأمان، أرتدي أو استخدم شيء قمت بصناعته بنفسي. رغم الشعور الجيد التي منحتني اياه الحرف اليدويّة، شعرت انها حصلت على اهتمام مختلف من الأعمال ال"فنيّة"، بالاخص شعوري بخصوص نوعيّ الأبداع. في نهاية المطاف كان واضح بالنسبة لي أن درس الفنون في المتحف كان الأكثر اهميّة، والحياكة والخياطة هي هواية منزليّة بسيطة. لست أدري متى وكيف تعلمت ان اقوم بهذا التمييز، ولكن هو كان موجود ورافقني.


كلما كبرت في السن انشغلت أكثر في تلك الاسئلة، الى جانب استيعاب أن العديد من الحِرف تتميّز بكونها نسويّة مع ازدياد التكافؤ- مثلًا القصص التي روتها أمي عن تجاربها في دروس الحِرف اليدويّة التي تعلمتها في المدرسة وجدت نفسي مستاءة من ناحية، بسبب أن فقط الفتيات الزموا لتعلم هذا الموضوع، ومن ناحية اخرى، شعرت بالغيرة لأن هذا ما تعلمته في المدرسة. بسرعة، تحوّل هذا التكرار لسؤال شخصيّ جدًّا، في نهاية المطاف كانت مساحات الابداع جزء من تعريفي الذاتيّ، وكانت تلك من المساحات القليلة التي كنت اسمح فيها لنفسي بأن أكون فخورة بنفسي وأن أتباهى بصنع يديّ، كان ذلك عندما قمت باستخدام احدى حِرَفي اليدويّة. ومن ناحية أخرى، كنت اتساءل - هل كوني احيّك وأخيط (احيانا بدل ان ارسم) يدل على أنها جزء من آلية القمع التي تعمل عليّ.


منذ سنوات عديدة وحتى هذه اللحظة شغلت الاشغال اليدويّة وتلك الأسئلة جزء مركزيّ من حياتي. وبناءًا عليها قمت بإختيار مجال تخصصي في العمل مع أدوات ابداعيّة عندما قمت بالتسجيل لدراسة اللقب الثاني في العلوم الاجتماعيّة. حين قمت باختيار موضوع لأطروحة البحث، انجذبت بشكل تلقائي لعالم الأشغال اليدويّة [1]. شعرت انّي اذا قمت بصناعة عمل يدويّ يسعدني الامر بالسعادة، على الارجح ان هناك نساء اضافيات يشاركنني نفس الشعور، واثار اهتمامي جدًّا البحث والتعمّق في هذه التجربة. بالاضافة الى ذلك، شعرت كعاملة اجتماعية ان للأعمال اليدويّة قدرة هائلة على المستوى المهني، وتعرفت على جمعيات ومتاجر اجتماعيّة التي تستخدم عدّة اشغال يدويّة.


ماذا تعني الحِرف اليدويّة؟

بشكل عام، يتطرق المصطلح "حِرفة يدويّة" لخلق اغراض اصليّة من قِبل مبدعات ومبدعين في تخصصات معروفة - صناعة الخزف، الزجاج، أعمال خشبيّة، مجوهرات او قماش ومشتاقته (زهافي، 2015). بالاضافة الى ذلك العديد من المؤرخين والباحثين يجدون صعوبة في تعريف ما هي "الحِرفة".تلك الصعوبة نابعة من التاريخ الملتوي والمتطور للحِرف والمكانة المتدنية للغاية التي تم دفعها إليها لمدة لقرون. ذلك وبرغم التعقيدات، أهميتها ومجالاتها الواسعة، لم تحظَ الحِرف اليدويّة ببحث تاريخيّ مشروح وعميق. هذا مشابه للعديد من المجالات التي تعرّف ك"أنثويّة" في تخصصات مختلفة. على أي حال، تغيّر وتطوّر معنى المصطلح على مرّ التاريخ، وارتبط بمفاهيم مجتمعيّة، سياسيّة، تاريخيّة وجغرافيّة (زهافي، 2015؛ Greenhalgh).


تتعلق الميزة المركزيّة للحِرف بإنشاء منتج جماليّ ذو صلة بالوظيفة، صاحب فائدة محتملة، محسوسة أو مجازيّة (زهافي، 2015). يوجد معنى إضافيّ لصلة الوظيفة مثل ما عبّر عنها روف برنارد صانع أدوات مائدة وظيفيّة في كلامه: "الاستخدام هو ما يجعل الحِرف في متناول أيدينا" (وفقًا لإقتباس من كيكوتشي، 2015، صفحة 98). في كلمات أخرى، وظيفيّة الإنشاء في الحيّز اليوميّ تمكّن من الإنشاء نفسه (Kikuchi, 2015).


بالإضافة الى ذلك، الأعمال اليدويّة هي احدى الميزات الأكثر بروزًا للحِرف، حيث يقصد بالأساس لما ترمز اليدّ وما تمثله اكثر من العضو نفسه. في الواقع، ليست فقط اليدّ تنشئ وتعمل، بل يشارك الجسد بأكمله في عمليّة الانشاء. هناك علاقة بين العمل اليدويّ والمهارات المطلوبة، وبين المادّة بالمفهوم الحسيّ-التجريبيّ. توّلد ملامسة اليدّ للمواد تخلق تجربة حسيّة التي تتحوّل لمهارات توصل بين اليدّ والعقل (بارطل وآخرون، 2015؛Shiner, 2012; 2008 Sennet).



[صورة توضيحيّة 1]: Chela Edmunds' boob jewel box מקור


خلفيّة تاريخيّة - بين الحِرفة والفن

خلال العصور الوسطى تم الحفاظ على قسمة للمهن حرّة ( علوم المنطق والهندسة على سبيل المثال) حيث تم تدريسها في المدارس وكانت مخصصة للطبقة الاستراتيجيّة وأصحاب المكانات العليا؛ ومهن ميكانيكيّة (مثل الرسم والنجارة) حيث عملوا في إطار النقابات التي هدفت الى تدريب اصحاب المهارات التقنيّة الجيّدة. تعتبر الفنون البصريّة في كل انواعها كمهنة ميكانيكيّة وتفتقر للاساسات الفكريّة. كل قطعة تم صنعها بعمل يدويّ حتى تلك الفترة سواء كانت لحاجة عمليّة، للزخرفة أو لحفلة، صنّف ك"حِرفة"، واعتبرت جميع المواد على أنها صالحة للتعبير الجماليّ (زهافي، 2015؛ Berger, 2005; Lucie-Smith, 1981).


وهكذا، حتى عصر النهضة لم يكن تعريف منفصل في العالم الغربي بين أنواع الفن المختلفة (Art و-Craft). خلال عصر النهضة في أوروبا حصل تغيير إثر طلب أصحاب حِرف معيّنة لتحقيق مكانة وامتيازات الطبقة العليا. النقابات لمهنة الهندسة المعماريّة، وبعد ذلك ايضا الرسم والنحت، طالبوا في تحسين مكانتهم بحيث يتم دمجهم في التعليم العالي والانضمام إلى منظمة ال"فنون الجميلة" (Fine Arts) التي ضمت بداخلها الموسيقى والغناء. تغيير طريقة تعليم الفنون والانتقال من تعليمه في الورشات والنقابات الاكاديميّة، أدى إلى الفصل المصطلحي بين الفنان والحرفيّ (artist and artisan). الفرق النقابات لبين الاكاديميّات هو أن النقابات شددت على التقاليد التقنيّة، وبينما تطرّقت الاكاديميّات للموضوع كموضوع علميّ من خلال تعليم نظريّات واستراتيجيّات، نظرّا لانه بمساعدة هذه الطريقة العلميّة بالامكان رفع مكانتها. شكّل هذا الفصل بداية الانقسام بين "الفنون الجميلة" (Fine Art) وبين كل باقي أنواع الفنون حيث بقوا في مكانتهم المتدنيّة، واكتسبت مكانة ضبابيّة ومتدنية من "الحرف اليدوية" (Parker & Pollock, 2013; Lucie-Smith, 1981; Parker, 1996).


في المقابل، من اجل ان تتحول الفنون البصريّة لجزء من الفنون ال"جميلة" ولمهنة فكريّة حيث يخصص لها مكان في الاكاديميّة، كان هناك حاجة لإعادة تعريف جوهر عمل الفنّان. بدلًا من كونه شخص صاحب مهارات في حِرفته اليدويّة، عرّف الفنان على أنه "شخص صاحب أفكار" - ادّعاءات الفنّان الفكريّة حصلت على قيمة أكبر بكثير من مهاراته اليدويّة (Lucie-Smith, 1981). ونتيجةً لذلك، للمرّة الأولى علت الفكرة بإنشاء فنون التي تبرر جوهرها فقط (منتج فاخر) على عكس الغرض ذو الفائدة (يام، 2012). من المهم التنويه على أنه في تلك الفترة تم إدارة النقابات والأكاديميات على يدّ رجال، ايضا الحياكة والتطريز كانوا في الماضي مهن "رجاليّة" بالأساس.


استمرارًا لما ذكر، أقاموا في عصر الثورة الصناعيّة مصانع كبيرة، انهارت نقابات الحرفيين وتم اقصاء الأعمال اليدويّة القديمة من مكانها. قبل ذلك، بيوت الحِرف والنقابات تلقوا دعوات لخلق فنون "جميلة" و "مفيدة" سويِّا، لكن الثورة خلقت فصل بين المنتجات الفنيّة المفيدة، التي خضعت لعمليات تصنيع (لذلك نظروا اليهم على انهم اغراض)، وبين تلك التابعة ل "الفنون الجميلة" التي بقيت ملكًا للفنانين المستقلّين. من التماس الذي خلق بني المصطلح "حِرفة يدويّة" مثل ما نعرفه في يومنا هذا، حيث انّ كل منتج صنع يدويًّا يعتبر حِرفة (يام, 2002; Lucie-Smith, 1981) [2].


مكانة، جندر وحرفة

عصر النهضة والتقسيم إلى "الفن الجميل" وحِرفة وبعد ذلك اقامة المصانع الكبيرة وانهيار النقابات في زمن الثورة الصناعيّة، أقصوا الفنون اليدويّة القديمة إلى خارج نمط الحياة الاقتصادي والثقافي المتبع في المجتمع. في تلك الفترة أضافوا نساء للعمل في الحرف يدويّة منزليّة مثل حياكة، خياطة، نسيج، تطريز في اطار الاعمال المنزليّة (في حين أن الرجال خرجوا للعمل في المصانع)، وبذلك أصبحن المحافظات على جوهر تلك الأشغال اليدويّة. في حين أن تحوّلت هذه الحرف لأعمال صناعيّة عاديّة، شائعة وغير مميّزة، كما وتحوّلت من ناحية أخرى إلى مهنة أنثويّة منزليّة بحتة وبالتالي لا قيمة لها وتفتقر إلى الأهمية والفائدة (ים, 2012; Adamson, 2007).


التعبير عن التقسيم الجندريّ -الطبقيّ بين أنواع الفنون المختلفة يتجلى من خلال الارتباط المتكرر لبعض الحرف اليدوية بالنساء. من ناحية تاريخيّة المصطلح "مهنة نسائيّة" يوصف مهنة بدون تقدير وبدون أجر مناسب للعمل التي تقوم به النساء، وفي الغالب حول تربية الأطفال وإدارة المنزل. إدّعت براون (1970) ان ملاءمة الوظيفة لتربية الأولاد، هي التي تجعل مجالات معيّنة من الوظائف لوظائف "نسائيّة". مثلًا، نشاطات التي من السهل تجديدها بعد أي تشويش، التي لا تتطلب الكثير من التركيز، التي بالإمكان تنفيذها بسهولة في البيت ولا تشكل خطورة على الأولاد. "وظيفة نسائيّة" تنسب غالبًا لتحضير الملابس والمفروشات للعائلة من قبل امرأة، بينما الرجال عملوا خارج المنزل وكسبوا الرواتب. على مر التاريخ الفنيّ، اعتبرت الزخرفة والحِرف اليدويّة على انها اعمال نسائيّة، وهذه لم تعتبر فنون "عالية" او فاخرة. الخياطة، الحياكة، الرسم الزخرفيّ - ولا واحدة من المذكورات سابقًا لا تعتبر فنًّا جدير بالتقدير مثل الفنون العظيمة، الرسم والنحت. التسلسل الهرمي الجماليّ القديم الذي يمنح امتيازات لنوع محددة من الفن على حساب أنواع أخرى المبنيّة على الرابطات الجندريّة قللت تاريخيّا من شأن ال"الاعمال النسائيّة" خصيصا بسبب ربطها في ال"منزل" وال"الانوثة". بينما الحرف تم صنعها في المنزل من قبل نساء من أجل عائلاتهن. اعتبرت الفنون الجميلة كمهنيّة وعامّة. بطريقة مشابهة، هناك من يدّعي ان التقسيم الجندري للتسلسل الهرمي في الفنون لا يعكس الفن الذي تم إنجازه ولكن مكان إنشاء الفن (Lippard, 1978; Parker & Pollock, 2013).


[صورة توضيحيّة]: Kylie Norton, Ribs (2020), מקור


ساعد التعريف الجديد للفنون لتكوين ميزان قوى واختراع "الفنون الجميلة" وضعت النساء والأقليات في أوروبا وأمريكا في مكانة دونيّة واضحة. لم يستطيعوا بسبب التحيّز الجندريّ والعرقي، خلق قطع فنيّّة ثمينة ومحترمة، وقد تم إهانتهم أكثر عندما تم تصنيف أعمالهم على أنها فن متدنّي من الناحية الجمالية، أو اسوأ من ذلك، تم تصنيفها على أنها اشغال يدويّة. في العالم الغربيّ، الفن الذي خلق على أيدي رجال بيض، بالاخص هؤلاء الذين تلقوا إرشاد رسميّ، اعتبر متفوّقًا، بينما الأعمال التي صنعت من أجل استخدامات وظيفيّة أو بواسطة مهارات التي عملّت خارج الأكاديميات حظوا بالسخرية (Berger, 2005; Mainardi, 1982; Parker & Pollock, 2013).


بالاضافة الى ذلك، تحكم بالمتاحف وتعليم الفنون بالأساس رجال بيض حيث استغلوا مكانتهم وقوتهم من أجل تعريف "الفنون الجميلة" بحيث لا تشمل بداخلها إنجازات كل من هو ليس رجل أبيض. هذا الأمر أدى إلى ولادة مصطلحات مثل "فنون رجعيّة"، "فنون شعبيّة" و "فنون زخرفيّة" لوصف كل ما أنشئ خارج مجال "الفنون الجميلة". وفي يومنا هذا نستطيع أن نرى أن هذه المصطلحات تعلمنا بالأساس عن الأفكار السابقة لمؤرخي الفنون، أكثر من الفنون نفسها (Mainardi, 1982). وفقًا لذلك، المعرفة السائدة فيما يتعلق بتاريخ الفن والحرف تتعامل بالأساس مع تاريخ الذكور.ولم يكن الفن الذي تقوم به النساء في مساحة المنزل جزءًا من الخطاب الفني العام (Broude & Garrard, 1982).


دور الحرفة للمرأة على مرّ التاريخ

تاريخ الفنون التي صنعت على يدّ نساء تكشف العلاقة الحميمة بين المحتوى الفنيّ نفسه لبين الواقع والتجارب الحياتيّة للنساء. على هذا النحو ، تجاربهن والتاريخ الشخصيّ للنساء تنعكس وتتجسد في أعمالهم الفنية. الأعمال الفنية والحرف التي صنعتها نساء لم تعرض في الحيّز العام بل عرضت فقط في دوائر حميمة كانت تحيطهن. هذه الحرف عرضوا على النساء تواصل مقبول مجتمعيّا من أجل الانضمام لمجموعات من أجل التحدث بينهن وفي نهاية المطاف الخروج من عزلة الحياة المنزليّة التقليديّة (Anderson & Gold, 1998). هن قمن بالصنع بواسطة مواد كانت في متناول أيديهن ودمجوا في أعمالهن جوانب جماليّة ومفيدة. (Kapitan, 2011).


تاريخ الأعمال الحرفيّة والنسيج للنساء في أنحاء العالم متشابكة مع أمثلة تاريخيّة ذو قيمة ثمينة للاهميّة العلاجيّة للفنون مثل ايضا اهميتها الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والعاطفيّة. كان للحرفة بشكل عام، والنسيج بشكل خاص العديد من الوظائف المتنوّعة في حياة العديد من النساء، ساعدتهن الحرفة بالتعبير عن الصعوبات التي عجزوا عن وصفها بالكلمات. من خلال ذلك، اتضح أن الانخراط في العمل بالحِرف ساعد في التعامل مع الفقدان والخسارة، مصدر للفخر والقدرة، شعور بالسيطرة والمجتمع، خلق علاقات لدعم متبادل، نشاطات وتغيير مجتمعي سياسيّ (Anderson & Gold, 1998). تتطرق باركر (Parker, 1996) في كتابها The Subversive Stitch(الخيط التخريبي) الى وظيفة التطريز في حياة النساء اللواتي عملن بذلك على مرّ التاريخ. وصفت التطريز على أنه مانح للقوة، متعة، التعبير عن النفس، دعم واكتفاء. بالاضافة الى ذلك، هناك من يدّعي ان للأشكال الفنيّة التقليديّة للنساء كان هناك هدف تخريبيّ، وبأنهن قد طمحوا لتغيير التوقّعات الأبويّة الملقاة على النساء (راند اتسيل Anderson & Gold, 1998). على مدار القرون 18-19 تعلمت النساء القراءة والكتابة، جغرافيا ومواضيع مختلفة التي لم يكن مقبول على النساء تعلمها بمساعدة التطريز أو تحت ستار تعلّم أنماط التطريز. بالإضافة إلى ذلك، منحت الحِرف النساء مساحة مشروعة للتجمع، وحين حدثت الحِرفة في سياق أجتماعيّ، أتيحت فرص للنساء لتقديم أعمالهن، لتلقي الدعم والإحاطة. انعكست هذه التجمعات المجتمعية في دوائر الخياطة، او Quilting Bees، هكذا سمّي حدث اجتماعي حيث اجتمعت النساء لعمل لحاف معًا في القرن التاسع عشر (Anderson & Gold, 1998; Mainardi, 1982; Parker, 1996).


في هذا السياق من المثير للاهتمام فحص حدثين محددين اللذين يوضحان الدور الاجتماعي والسياسي للحرفة للمرأة. الحدث الأول يتعلق بسوزان بي. أنطوني، من قائدات حراك المتعصبات في الولايات المتّحدة، حيث ألقت خطابها الأول لنساء في كليفلاند في- Quilting Bee في الكنيسة. وهذا، على عكس الافتراضات السائدة لأن في إطار هذه المناسبات تناقلت النساء فقط النميمة وتبادل وصفات الطعام (Parker & Pollock, 2013; Mainardi, 1982). الحدث الثاني حصل في فترة الحكم الديكتاتوريّ أوغستو بينوشيه في تشيلي (1973-1990). النساء في تشيلي قمن بتطريز وتخيط أعمال رقع تضم أربيليراس [3] التي توصف المصاعب التي اضطروا على مواجهتها وشملت أيضا توثيق وإحياء ذكرى الأشخاص الكثيرين الذين اختفوا تحت حكم الديكتاتور. النساء الخلّاقات اللواتي لا يسمع صوتهن في الحياة اليوميّة، استخدموا الحرفة كصوت لكلامهن. تم بيع منتجات الحرفة ايضا خارج حدود الدولة مما أدى إلى إزدهارهن الماديّ للنساء الخلّاقات أيضا لتعريض العالم للوضع الصعب الذي كان سائدا في تشيلي، الأمر الذي خلق ضغط دوليّ لتغيير الحكم (Garlock, 2016; Youngson, 2019). شانسكي(Chansky, 2010) سلطت الضوء على الحقيقة أن بالاخص الحرف اليدويّة، التي ارتبطت في الغالب باضطهاد النساء، تساعد النساء كأداة ابداع، وتعبير حتى تعبير تخريبيّ. الإبرة التي تستخدم للتطريز والخياطة، وحسب رأيها تشكّل تمثيل مناسب للتوازن الذي تحققه العديد من النساء بين الغضب من الاضطهاد الجندري والاعتزاز بجنسهن. تخزق الابرة القماش في عملية الخلق، وتجرّ وراءها الخيط من اجل اتمام العمل الابداعيّ. هذه العملية العنيفة للابرة، تمامًا كما المرأة تقوم بتوجيه إحباطها وغضبها إلى عمل مفيد وقوي.


[صورة توضيحيّة 3]: Addie Community Quilting Bee in the 1950s

Photo courtesy of the Sylva Herald and Joe McClure, מקור


الحرف اليدوية اليوم - استعادة الحرفة

في سنوات ال60 وال 70 للقرن الماضي، بدأوا بإستخدام الحرف التي تعتبر "أنثوية" بوعي. فنانات نسويّات سعوا لإحياء الحرف اليدويّة كأداة فنيّة صالحة وذات صلة، أشاروا الى اهميتها السياسيّة، وحاولوا تحسين مكانة الحرف ل"الفنون الجميلة". وذلك، بعد سنين حاولوا بها نساء فنانات الابتعاد عن مهارات "انثويّة" (مثل الخياطة)، ومثل ايضًا سمات أنثويّة، مثل ألوان الباستيل والخطوط الناعمة، من أجل عدم تعريف أعمالهن على أنهن "أعمال نسائيّة" (Women's work) [4].


منذ سنوات التسعين زاد موضوع الحرف اليدويّة في الثقافة البصريّة في العقدين الأخيرين استمرت الحرفة اليدويّة في تحمل مكانة في الحيّز البيتيّ، العام وبالثقافة الغربيّة الشائعة (Adamson, 2009). بالاضافة الى ذلك، هناك زيادة ملحوظة في تشجيع الحرف اليدوية في الحيّز المنزلي، العام والثقافة الغربيّة الشائعة، ومن الممكن أن تكون تلك نتيجة وسائل التواصل الاجتماعيّة الجديدة التي تمكّن من مشاركة أشغال يدويّة ومشاريع إصنعها بنفسك (Kaimal, et. al., 2017; Leenerts, et. al., 2016). في السنوات الأخيرة يمكننا رؤية تزايد في الانشغال في الحرف اليدويّة في الثقافة والأكاديمية، كجزء من ارتفاع شعبيّة الأنشغال بالحرف اليدويّة في فقط الفراغ، وايضا بسبب التوجهات النقديّة النسويّة.


يصبح الاهتمام المتجدد بالحرف ساحة ركل وحيوية التي تطرح بصوت عالٍ أسئلة ماهوتيّة حول معنى الثقافة المادية في حياتنا وإلى أين متّجهة. في الثقافة الحاليّة هناك من ينظر إلى الحرف اليدويّة على أنها تحدي ضد التصنيع والعولمة وتعتز بالجانب الإنساني المتأصل بين المبدع والمتلقي من خلال طرق إنتاج شخصية وفريدة من نوعها مقارنة بعمليات الإنتاج العامة والمجهولة (באומן, 2016; Minahan & Wolfram Cox, 2007). حسب باومن (2016)، المعتقد بأن الانسان في المركز، وليست الآلة، منحت لمنتجات الحِرف في عصر ما بعد الصناعة معنى كثقافة ماديّة متجدّدة. يمكن وصف هذه العملية على أنها إضفاء الطابع الرومانسي على الحرفة عندما يُنظر إلى منتجاتها على أنها تعبير عن العلاقة بين الشخصيّ والإنسان وبين المادة والروح.


رغم وجود البدائل، تستمر الحرف اليدويّة في تشكيل نشاط شائع. في الثقافة الغربيّة الحاليّة رجال ونساء يصنعوا الحرف كهواية لأسباب متنوّعة ومختلفة وهذا بسبب أن الحرف لم تعد تعتبر كدخل مادي الزاميّ او الطريقة الوحيدة للحصول على منتجات لازمة في الحياة اليوميّة. مع ذلك، الحرف اليدويّة ما زالت تستخدم لأهداف اقتصاديّة، حيث يتم الحصول على فوائد ملموسة من المنتجات النهائية للحرفة (Pollanen, 2013).


ارتفاع شعبيّة الحرف اليدويّة، حسّنت من مكانتها، حيث كانت تعتبر تقليديّا على أنها "وظيفة نسائيّة"، وفي السنوات الأخيرة في العالم الفنّي الحاليّ تتلقى الحرف منصّات (باومن، 2016; Kikuchi, 2015). أدّعت يام (2012) أنه يمكن رؤية رابط بين علاقة مكانة المرأة في الفترات المختلفة وبين اهتمام المؤسسة للحرف اليدويّة، كل ما المرأة كسبت اكثر قوّة وتأثير في الحياة الاقتصاديّة، وهكذا تلاشى الفرق بين الفنون "الجميلة" وبين الفنون "المستخدمة". جزء من عودة الحرف اليدويّة إلى حياتنا يتعلق في الموجة الثالثة للنسويّة التي تركّز على الاختيار. أشخاص من كل الاجناس يستطيعون الاختيار بشكل حر العمل في الحرف اليدويّة، على عكس ما كان الفاضي حيث فقط النساء اضطروا وطلب منهن هذا العمل. بالاضافة الى ذلك، في يومنا هذا النساء ليسوا محدودات لأشغال النسيج وبإمكانهن اختيار العمل ايضا في النجارة أو اللحام. جزء من الخلّاقات في ثقافة الأشغال اليدويّة المعاصرة يسعين لتحدّي الطبيعة البيتيّة والجندريّة للاشغال يدويّة، بالتشديد على النسيج، وبذلك إعادة تعريف أشكال التعبير التي كانت مرتبطة في الماضي بشكل متّفق عليه جماعيّا على أنها "عمل نسائيّ" كنشاط (Chansky, 2010; Pentney, 2008).


إعادة تخصيص اشغال النسيج عن طريق نسويّات الموجة الثالثة، لا يمسّ فقط في إعادة خلق لأشكال فنيّة التي كانت تعتبر على أنها أقل شأنًا من ناحية تاريخيّة وحتى شكّلت أدوات اضطهاد في مفاهيم معيّنة، ولكنه أيضًا نوع من التعبير الفني الذي يعالج القضايا المعاصرة بطرق جديدة وينقل رسالة اجتماعية وسياسية (Chansky, 2010).


[صورة توضيحيّة 4]: Tank-Cozy, Marianne Jørgenson (2007), מקור


الحرف اليدويّة كأداة للعلاج النفسي

العديد من النساء يواجهن ضغط الذي يتعلّق للوظائف العديدة التي يتعيّن عليهن تأديتها. ومصاعب نفسيّة عديدة التي تواجهها النساء التي تنبع من تذويت رسائل بنية المجتمع الابويّة التي تضعف أصواتهن أو تبلور وظائفهن وهوايتهن على حسب التوقعات المجتمعيّة التي تخدم المبنى المجتمعيّ القائم (Saulnier, 1996). احيانا يرون في أنشغالهن واهتمامهن بأنفسهن كعدم تلبية التوقعات المجتمعيّة. حيث أن تفضيل علاج الآخر على العلاج النفسيّ مغروسة في التجربة الاجتماعيّة لنساء عديدات (Carroll, et. al., 1999). الحرفة والمنتج المفيد النهائي يمكّن في أحيان عديدة شقّ الطريق لعالم الفنون للنساء. سهولة الاستخدام هي نوع من "عذر" للخلق. الحرف تسهّل لنا الخلق، تمكننا من الإنشاء، العمل بالمواد، تقديس وقت لأنفسنا وبأن نكون مع أنفسنا، او مع المجتمع من نساء خلّاقات أخريات.


بعيدًا عن المتعة الكبيرة التي تنبع من الابداع والانشغال في الحرف اليدويّة المختلفة، في البحث الذي قمت به بخصوص وظيفة الحرفة وتأثيرها على النساء، عاملات اجتماعيّات، اللواتي يستخدمن الحرف اليدويّة كهواية، من الواضح أن الانخراط في الحرف له العديد من الفوائد، وبأن الانشغال فيها يمكن أن يشكّل أداة علاج نفسيّة للخلّاقات - بالتشديد على خمس ميزات علاجية اساسيّة. تشعر العديد من النساء العاملات بالحرف اليدوية بالقيمة الكبيرة التي يستمدونها من هذه المهنة، وهناك قيمة لفهم هذه العمليّة العاطفيّة، وبالاضافة الى ذلك الإمكانيات الواسعة الكامنة من وراء الانشغال في الحرف.


التعزيز

العمل في الحرف اليدويّة يساعد على تطوير الشعور بالقدرة، الفخر والأكتفاء، وبالتالي يمكّن من عمليّة التعزيز الذاتيّ. تساعد الحِرفة على ذلك بواسطة الجوانب التالية: اولًا، صانعة الحرفة قادرة على التعبير ومقابلة مشاعرها بشكل اكثر فعّال من اجل التقدم في إيجاد الحل. وفي هذا المفهوم، أن الفنون كنشاط ملموس صاحب قدرة على تعزيز نفس الصانعة (Pollanen, 2009). بالإضافة إلى ذلك، تمكّن صناعة الحرفة من وضع أهدافًا قابلة للتحقيق بشكل تدريجي وبالتالي الحسّ في المقدرة يكبر ويتطوّر. البحث عن تحدٍّ جديد يشكّل جزء اساسيّ من الانشغال في الحرفة، والارادة بالاستمرار ووضع اهداف صعبة لانفسهن وبالتالي الحصول على ثمار تعبهن، يدل على شعور بالتعزيز اخذ بالازدياد ويميّز الأنشطة التي تشجّع على وضع التّدفق (Nakamura & Csikszentmihalyi, 2005). جانبًا الى الشعور المقدرة الآخذ بالازدياد ردود الفعل الايجابيّة التي يتلقونها من البيئة المحيطة هي صاحبة دور اساسيّ.


مساحة آمنة ومرحة

تخلق الحرفة للنساء مساحة علاجيّة آمنة حيث تمكنهن من المرح، التعلّم عن أنفسهن والتطوّر. قيمة هذه المساحة الامنة بالنسبة للنساء يتعزز بسبب الفهم ان المساحات الاخرى في حياة العديد من النساء ليست بالضرورة مساحات امنة، وتقريبا ربع النساء لا يشعرن بالأمان في الحيز العام في ساعات الظلام (المكتب المركزيّ للإحصاء، 2019). علاوةً على ذلك، الحيّز البيتيّ بالنسبة لنساء عديدات ليس بالضرورة حيّز امن، جسديًّا أو نفسيًّا. وجود مساحة آمنة هو ليس أمرًا مفهوم ضمنًا، وقدرة الفن على توفير تلك المساحة الآمنة للنساء هو أمر غالي الثمن.


كاستمراريّة مباشرة للشعور بالأمان، المساحة الابداعيّة توصف بأنها مساحة مرحة، فيها تسمح النساء لنفسها إلقاء الحمل والمسؤوليات عن أكتافهن، والشعور كأطفال والاستمتاع بالمواد. يعتقد فينجيت (1975) ان المرح هو امر مرضي في حدّ ذاته، ويدّعي أن المرح، وحتى فقط هناك، يمكن للبالغ أن يكون مبدع، وفقط بهذا الشكل يمكن الشخص إيجاد نفسه. هذا الحيّز يمكنهن من التصرّف على طبيعتهن، للغلط، للتعلم، وللتطوّر. القدرة على التطوّر من خلال المرح ترتبط بمصطلح الذي غرسه فينجيت "مساحة انتقاليّة/ محتملة" الذي يوصف مكان التقاء الواقع الواقع الموضوعي وغير الموضوعيّ. هذا حيّز ممتع (Playful) الذي السماح بالتجربة واللعب بين العالم الداخلي والواقع الفعلي والخارجي. في هذا الحيّز المحتمل تحصل تجربة علاجيّة، واللعبة تساعد على النمو ( فينجيت، 1975). مثل اللعب، ايضا الفنون تخلق توازن بين التجربة الخارجيّة والداخليّة، وهكذا نستطيع التعرّف على نفسنا بطريقة أفضل (Kapitan, 2011; Sennett, 2008).


تجربة حسيّة وتجسيديّة (Embodiment)

يوجد معنى مهم للتجربة الحسيّة كجزء من التجربة العامّة للنساء الخلّاقات، سواء كان ذلك بسبب ملامسة المواد أو استخدام المواد لخلق شيء جديد. ملامسة المواد بحد ذاتها تساعد على تحسين المزاج، وتمكّن العملية الطويلة لإنشاء حرفة بالتعامل مع المشاعر السلبية عن طريق العمل باليد(Pollanen, 2015a ;Reynolds, 2000; Reynolds & Prior, 2006). ولكن بعيدًا عن متعة التجربة الحسية، هناك قيمًا علاجية إضافية ويتم استخدام الاتصال مع المادة وعملية صنع المنتج يعتبر كتفاعل علاجي للمساعدة الذاتية (2013 ,Pollanen).


يقدّم توجّه التجسيد شرح لتأثير التجربة الحسيّة على صحّتنا ورفاهيتنا. وحسب هذا التوجّه، تؤثر الحركات والإيماءات الجسدية، وكذلك تجاربنا الحسية على الإدراك،التصوّر، الفعاليّة واحساسنا، والعكس صحيح (يوجد تأثير متبادل). بناءًا على هذا التوجّه من الممكن ان التجربة الجسديّة الجيّدة واللطيفة التي تحدث خلال الانشغال في الحرف اليدويّة تؤثر على الفرد ككامل. غالبا ما ينظر إلى الحرف على أنها اشغال يدويّة، لكن في الحقيقة كل الجسد ينخرط في هذه العمليّة. حيث أن الجسد في كل طبقاته، منخرط في الأعمال اليدويّة، تعمل كل الحواس، تولد الحرفة من دمج مواد الخام في عملية تتطلب الاستثمار، عناية واهتمام متبادل، مثل ما المبدعة تؤثر وتبلور المنتج في عمليّة الصنع، هكذا ايضا المبدعة نفسها تتأثر من تلك العمليّة. تجربة حسيّة لطيفة تؤدّي إلى مشاعر، افكار، تصوّرات وفعاليّات جيّدة ومفيدة (Huss, et. al., 2018).


"غرفة لك"

الحيّز الخاص المولود خلال الإنشاء يساعد النساء بخلق توازن في حياتهن، مكنهن أنشغالهن بالحرف اليدويّة في التحرر من وظائف اخرى في حياتهن (وظيفة، التربية، علاقات زوجيّة والى اخره)، ولذلك مكّنهن للتركيز على أنفسهن، وتحسين راحتهن النفسيّة (Pollanen, 2015a).


كتبت كرومر نوفو (2002) عن مساهمة التوجّه النسويّ لفهم تجربة النساء الموجودات في ضائقة مستمرّة، أثناء تقديم قراءة تفسيرية نسوية لقصة بلانوفا، زوجة أوديسيوس. تطرقت كرومر نوفو بواسطة تفكك فستان زفافها، بلانوفا " خلقت لنفسها حيّز نسائي داخل الحيّز العام للقصر وتحافظ لنفسها على تجربة فريدة تتركز على الحاضر [...] هي تنتمي لنفسها وليس لاحد اخر، وليس لرجلٍ أيًّا كان" (ص 435-436). رغم أن هذه الكلمات كتبت بسياق آخر، في الإطار النظريّ للبحث النسويّ من الممكن رؤية معنى هذا الحيّز بالنسبة للنساء. الأبحاث الموصوفة لدى تشانسكي (Chansky, 2010) تشير أنه بالنسبة للرجال، العودة الى المنزل من عملهم تشكّل بشكل عام نوع من الانفصال عن مصدر الضغط الرئيسي بالنسبة لهم. أمّا بالنسبة للنساء، نهاية يوم العمل لا يشكّل بالضرورة انتقال لحيّز اكثر هادئ. وبالتالي حقيقة وجود هذا الحيّز وحقيقة قرار المرأة بخلق لأنفسهن حيّز من هذا النوع.


في إعادة تخصيص حيّز الحرف اليدويّة للحيّز الشخصيّ، تكمن فعاليّة تخريبيّة، يمكن أن يُنظر إلى الانخراط في حرفة نمطية على أنه مهنة خاضعة لكن تاريخ وخبرات النساء العاملات في الحرفة ترسم صورة معاكسة تقريبًا. في يومنا هذا في العالم الغربيّ المعاصر، يمكننا رؤية اختيار النساء للقول بصوت عالٍ أنهن يخترن الاستثمار بأنفسهن، حيث أنهن يحافظن على موقفهن على وجود حيّز خاص بهن. كنشاط تخريبيّ، حيث انه لا تزال هناك مجتمعات يكون فيها السعي وراء الحرفة بالتحديد هو الذي يسمح للمرأة بالاتحاد، والمكافحة ضد الأعراف الجندرية القمعية الأخرى، مثلما عملوا نساء من اجل الحرف اليدويّة على مرّ التاريخ. البحث يسلّط الضوء ليس فقط على الأفكار التي كانت تدور حول الحيّز الشخصيّ بالنسبة للنساء بشكل عام والعاملات الاجتماعيّات بشكل خاص، وايضا على قدرة النساء على القيام باستخدام عميق ومعزز في الحيّز في لحظة اكتسابه.

أنظمة داعمة وعلاقات اجتماعيّة

يوجد للحِرف قوّة اجتماعيّة صاحبة قدرة علاجيّة مميّزة، وتاريخيّا يوجد وظيفة للحرفة نسبة للنساء، في المفهوم المجتمعيّ والاجتماعيّ (روابط التي توفّر دعم مجتمعيّ)، وايضا في المفهوم النشاطيّ . علاوةً على ذلك، المشاركة في الأنشطة الفنية الممتعة في بيئة جماعية لديها القدرة على التأثير بشكل إيجابي على الناس على المستوى الفسيولوجي، البيولوجيّ والاجتماعيّ Grape Viding, et. al.) 2015). في السنوات الأخيرة ارتفعت النسبة في الانشغال في الحرف الناشطة (Craftivism) القصد في ذلك هي الحرفة (Craft) التي تستخدم من أجل نشاطات اجتماعيّة، وصاحبة ايجابيات ايضا على المستوى الفردي وايضا على المستوى الجمهوري (Leone, 2018) [5].


تلخيص

لتلخيص المقال، الوظيفة العلاجيّة للحرف اليدويّة في حياة العاملات الاجتماعيات بشكل خاص والنساء عامةً، تكتسب معنًى أكثر عمقًا عندما نعرف ونستوعب أن الحرف اليدويّة احتلت مكانًا مشابهًا عند النساء على مرّ التاريخ. ولكن من المهم التشديد، على أن التقارب ما بين الحرفة لبين النساء غير مبنيّة على السمات ال"الانثويّة" للحرفة، ولا على القدرة الفنيّة لدى النساء. ماهيّة التقارب بين الحرفة والنساء في يومنا هذا وعلى مرّ التاريخ مرتبطة بمكانتهن. حتى ولو كانت النساء تنتمي الى طبقات عالية، لمجرد كونهن نساء كانوا يتعرضون لاضطهاد. لذلك على مر السنين الحرفة كانت الملجأ الفنّي الوحيد تقريبا الذي في إطاره خلقت النساء من أجل سهولة الوصول، التوّفر والشرعنة الاجتماعيّة النابعة من الأنشغال بالحرف اليدويّة. هذه العلاقة تمنح معنى مميّز باختيار النساء للعمل في هذا المجالات في يومنا، من خلال إعادة تخصيص الحرفة من جديد(גילעת, 2008(Chansky, 2010).


خلال المقابلات التي قمت بإجرائها من أجل أطروحة البحث، أيضا في إطار محاضرات قمت بتقديمها عن الموضوع رأيت أن العديد من النساء سعدوا جدا من العمل بالحرف اليدويّة. وقسم من النساء يعتبرون أعمالهن في الحرف اليدويّة هي أمر متواضع ( وبالأخص في المجالات المعرّفة على انها مجالات "نسائية"). سواء اعتقدوا أنه عمل دونيّ أو "غير فنيّ". ولذلك، من الممكن، كتابة ذلك بوضوح – هناك قيمة كبيرة للعمل في الحرف اليدويّة. من ناحية فنيّة، تاريخيّة، علاج نفسيّ بحسب كل مركباته التي ذكرت سابقًا في المقال. الانشغال في الحرف اليدويّة كهواية أو بشكل مهنيّ هي هديّة رائعة نمنحها لأنفسنا، حيث تمكننا من اضافة ونشر ضوءنا المميّز نحو آخرين وأخريات في العالم.


للحرف اليدويّة تاريخ عريق في الحضارة البشريّة. ضمن ذلك، تم استخدام الحرفة كأداة اجتماعية وثقافية أيضا كأداة مثقّفة ومحضّرة. مكان الحرف اليدويّة وقيمتها ارتبط بشدّة بمواضيع جندريّة وطبقيّة بشكل عام وللثورة النسويّة بشكل خاص. في هذا السياق يجب الاشارة على التشابه الشديد لموضوع العمل الاجتماعيّ والطريقة التاريخية التي يتشابك بها المجالان. رغم أنه لا يوجد بحث شامل في الموضوع، من المعروف أن للحرفة قدرة علاجيّة عديدة ومتنوّعة. لكن، بحاجة لابحاث اضافيّة من اجل ان نكون اكثر دقّة بخصوص المعاني العلاجيّة بواسطة الحرف اليدويّة وعلى طرق استخدامها لأفضل نتيجة. من القضايا المهمة التي ظهرت من الأدبيات مشكلة قمع النساء بشكل عام والعاملات الاجتماعيات بشكل خاص. جانبًا إلى ذلك، العلاقات الوطيدة بين المواضيع العلاجيّة، مكانة العامّة والجندر. وبالتالي، هناك تبرير بحثيّ لفحص تأثير الحرف اليدويّة على العاملات الاجتماعيات وراحتهن النفسيّة. كلّي امل بأن تستمر الحرف اليدويّة بكونها شكل من أشكال الفن، ثقافة وعلاج. وبأن نساء اضافيات يستمروا في استخدام ال"توجّه" صناعة الحرف اليدويّة البالغ المئات من السنين.




جال عمرام

عاملة أجتماعيّة، صاحبة لقب ثاني في العلوم الاجتماعيّة مختصّة في بالادوات الفنيّة من جامعة بن غوريون في النقب. لقب أول في الاقتصاد ودراسات الشرق الأوسط ولقب ثاني في إدارة منظمات تربويّة من جامعة حيفا. تعمل في قسم الرعاية والخدمات الأجتماعيّة في بلديّة ديمونا لعلاج أشخاص من مجتمع الميم ونساء ضحايا الصدمات. مرشدة ورشات حِرف وإبداع. هذا المقال هو معالجة لفصول من أطروحة البحث بموضوع "الانشغال في الحِرفة اليدويّة كهواية كأداة للتعامل مع الإرهاق والضغط في أوساط العاملين الاجتماعيين". سعيدة وفخورة لاستخدام هذه الأدوات التي تعلمتها في إطار كتابة أطروحة البحث في وظيفتي اليوميّة. مدعوّات لمشاركتي خواطركن، أفكاركن أو تنوير GalAmram.21@gmail.com




قائمة المصادر

باومن، ش. (2016). حرفة جديدة حرفة قديمة، معرض جمعيّة "فنانين مبدعين في إسرائيل / فنون" [معرض]. بيت بنيميني - مركز صناعة الخزف المعاصر، تل أبيب.

بارطل، أ. زهافي، ر وأيرلخ، ع. (2015). مقدمة: محادثة بين مدققا الكتاب. من أ. بارطل، ر. زهافي، ع. أيرلخ (مدققين)، افكار عن الحرفة (ص، 56-83) اصدار ريسلينج .

جيلعت، ي. (2008). "تطاريز الامّة) - المنظمات النسائية بصفتها شفيع الفن الشعبي الرسمي. من ر. ماركوس (مدققة)، نساء خلّاقات في إسرائيل 1970-1920(ص، 181-224). اصدار الكيبوتس الموّحد.

اكاديميّة اللغة العبريّة (2017، 19 حزيران). أسئلة وأجوبة، مجموعة أجوبة، ما الفرق.

المكتب المركزي للاحصاءات. (كانون اول 2019). استفتاء الأمان الشخصيّ، 2018. مكتب الأمن الداخلي، المكتب المركزي للاحصاءات. https://www.cbs.gov.il/he/publications/DocLib/2019/1767_bitachon_ishi_2018/h_print.pdf

فينجوت، د. و. (1995). المرح والواقع. (ترجمة ي. ميلاو) (نشر بمكور سنة 1971).

زهافي، ر (2015). ماذا تعني الحرفة. من أ. بارطل، ر. زهافي فع. ارليخ (مدققين) افكار عن الحرف (ص، 56-83). اصدار ريسلينج.

يام، ر. (2002). السر السحري للتطريز- على النساء، العلاج بالفن والفنون وسياقهما. تشوكيبر

كرومر نوفو، م. (2002). من مفنلوفا لميري: مساهمة التوجه النسويّ لنساء في ضائقة اقتصاديّة ومجتمعيّة عميقة ومستمرة. مجتمع ورفاهة ص، 454-433.

Adamson, G. (2007). Thinking through craft. Berg.

Adamson, G. (2009). Directions and displacements in modern craft. Australian and New Zealand Journal of Art, 10(1), 18-33. https://doi.org/10.1080/14434318.2009.11432600

Adamson, G. (2013). The invention of craft. Bloomsbury.

Anderson, L., & Gold, K. (1998). Creative connections: The healing power of women's art and craft work. Women & Therapy, 21(4), 15-36. https://doi.org/10.1300/J015v21n04_02

Berger, M. A. (2005). Sight unseen: Whiteness and American visual culture (pp. 81-122). University of California Press.

Blood, J. (2007). Non-industrial textile production as optimal experience: Applicability of the flow theory to clothing and textiles subject matter. Dissertation Abstracts.

Broude, N., & Garrard, M. D. (1982). Introduction: Feminism and art history. In N. Broude, & M.D. Garrard (Ed.), Feminism and art history: Questioning the litany (pp. 1-18). Harper & Row.

Brown, J. K. (1970). Notes on the division of labor by sex. American Anthropologist, 72(5), 1073–1078. https://doi.org/10.1525/aa.1970.72.5.02a00070

Carroll, L., Gilroy, P. J., & Murra, J. (1999). The Moral Imperative. Women & Therapy, 22(2), 133-143. https://doi.org/10.1300/J015v22n02_10

Chadwick, W. (1990). Women. Art. and Society. Thames and Hudson.

Chansky, R. A. (2010). A stitch in time: Third-wave feminist reclamation of needled imagery. Journal of Popular Culture, 43(4), 681-700. https://doi.org/10.1111/j.1540-5931.2010.00765.x

Collier, A. F. (2011). The well-being of women who create with textiles: Implications for art therapy. Art Therapy: Journal of the American Art Therapy Association, 28(3), 104–112. https://doi.org/10.1080/07421656.2011.597025

Collier, A. F., & von Károlyi, C. (2014). Rejuvenation in the “making”: Lingering mood repair in textile handcrafters. Psychology of Aesthetics, Creativity, and the Arts, 8(4), 475–485. https://doi.org/10.1037/a0037080

Collier, A.F., Wayment, H.A., & Birkett, M. (2016) Impact of making textile handcrafts on mood enhancement and inflammatory immune changes. Art Therapy, 33(4), 178-185. https://doi.org/10.1080/07421656.2016.1226647

Garlock, L. R. (2016). Stories in the cloth: Art therapy and narrative textiles. Art Therapy: Journal of the American Art Therapy Association, 33(2), 58–66. https://doi.org/10.1080/07421656.2016.1164004

Goshen, I., Huss, E., & Koch, S.C. (2019). Creating an embodied phenomenological typology for describing the qualitative experience of traumatic space from continued bombings. Journal of Loss and Trauma, 24(5-6), 460-472. https://doi.org/10.1080/15325024.2018.1507471

Greenhalgh, P. (1997). The History of Craft. In P. Dormer (Ed.), The culture of craft (pp. 20-52). Manchester University Press.

Griffiths, S. (2008). The experience of creative activity as a treatment medium. Journal of Mental Health, 17(1), 49–63. https://doi.org/10.1080/09638230701506242

Horwitz, E. B., Viding, C. G., Rydwik, E., & Huss E. (2017). Arts as an ecological method to enhance quality of work experience of healthcare staff: A phenomenological-hermeneutic study. International Journal of Qualitative Studies on Health and Well-being, 12(1), 1-8. https://doi.org/10.1080/17482631.2017.1333898

Huet, V. (2015). Literature review of art therapy-based interventions for work-related. Stress International Journal of Art Therapy, 20(2), 66–76. https://doi.org/10.1080/17454832.2015.1023323

Huss, E. (2009). “A coat of many colors”: Towards an integrative multilayered model of art therapy. The Arts in Psychotherapy, 36, 154–160. https://doi.org/10.1016/j.aip.2009.01.003

Huss, E. (2010). Bedouin women’s embroidery as female empowerment: Crafts as culturally embedded expression within art therapy. In C. H. Moon (Ed.), Materials and media in art therapy: Critical understandings of diverse artistic vocabularies (pp. 215–230). Routledge.

Huss, E., Yosef, K.B., & Zaccai, M. (2018). Humans’ relationship to flowers as an example of the multiple components of embodied aesthetics. Behavioral Sciences, 8(3), 32. https://doi.org/10.3390/bs8030032

Kaimal, G., Gonzaga, A. M. L., & Schwachter, V. (2017). Crafting, health and wellbeing: Findings from the survey of public participation in the arts and considerations for art therapists. Arts & Health, 9(1), 81–90. https://doi.org/10.1080/17533015.2016.1185447

Kapitan, L. (2011). Close to the heart: Art therapy’s link to craft and art production. Art Therapy: Journal of the American Art Therapy Association, 28(3), 94–95. https://doi.org/10.1080/07421656.2011.601728

Kikuchi, Y. (2015). The craft debate at the crossroads of global visual culture: Re-centring craft in postmodern and postcolonial histories. World Art, 5(1), 87-115. https://doi.org/10.1080/21500894.2015.1029139

Koch, S. C., & Fuchs, T. (2011). Embodied arts therapies. The Arts in Psychotherapy, 38, 276–280. https://doi.org/10.1016/j.aip.2011.08.007

Kramer, E. (1975). Art and craft. In E. Ulman & P. Dachinger (Eds.), Art therapy in theory and practice (pp. 106–109). Schocken Books.

Lee, J., & Miller, S. (2013). A Self-Care Framework for Social Workers: Building a Strong Foundation for Practice. Families in society: The Journal of Contemporary Human Services, 94, 96-103. https://doi.org/10.1606/1044-3894.4289

Leenerts, E., Evetts, C., & Miller, E. (2016). Reclaiming and proclaiming the use of crafts in occupational therapy. The Open Journal of Occupational Therapy, 4(4), 13. https://doi.org/10.15453/2168-6408.1194

Leone, L. (2018). Crafting Change: Craft Activism and Community-Based Art Therapy [Doctor of Art Therapy]. Mount Mary University.

Lippard, L. R. (1978). Making something from nothing (toward a definition of women’s “hobby art”). In G. Adamson (Ed.), The craft reader (pp. 483–490). Bloomsbury Academic.

Lippard, L. (1990). Mixed blessings: Art in a multicultural America. Pantheon.

Lucie-Smith, E. (1981). The story of craft: The craftsman’s role in society. Cornell University Press.

Mainardi, P. (1982). Quilts: The great American art. In N. Broude & M. D. Garrard (Eds.), Feminism and art history: Questioning the litany (pp. 330–346). Harper & Row.

Miller, G., & Malchiodi, C. (2012). Art therapy and domestic violence. In C. Malchiodi (Ed.), Handbook of art therapy (2nd ed., pp. 335–348). Guilford Press.

Minahan, S., & Wolfram Cox, J. (2007). Stitch’nBitch: Cyberfeminism, a third place and the new materiality. Journal of Material Culture, 12(1), 5–21. https://doi.org/10.1177/1359183507074559

Moon, C. H. (2010). Theorizing materiality in art therapy. In C. H. Moon (Ed.), Materials and media in art therapy: Critical understandings of diverse artistic vocabularies (pp. 1–49). Routledge.

Nakamura, J., & Csikszentmihalyi, M. (2005). The concept of flow. In C. R. Snyder & S. J. Lopez (Eds.), Handbook of positive psychology (pp. 89–105). University Press.

Parker, R. (1996). The subversive stitch: Embroidery and the making of the feminine. Palgrave Macmillan.

Parker, R., & Pollock, G. (2013). Old mistresses: Women, art and ideology. I.B. Taurus.

Pentney, B. A. (2008). Feminism, activism, and knitting: Are the fibre arts a viable mode for feminist political action? Thirdspace: A Journal of Feminist Theory and Culture, 8(1). https://journals.sfu.ca/thirdspace/index.php/journal/article/viewArticle/pentney/210

Pollanen, S. (2009). Craft as context in therapeutic change. Indian Journal of Occupational Therapy, 41(2), 43-47.

Pollanen, S. (2013). The meaning of craft: Craft-makers’ descriptions about craft as an occupation. Scandinavian Journal of Occupational Therapy, 20(3), 217–227. https://doi.org/10.3109/11038128.2012.725182

Pollanen, S. (2015a) Crafts as Leisure-Based Coping: Craft Makers’ Descriptions of Their Stress-Reducing Activity. Occupational Therapy in Mental Health, 31(2), 83-100. https://doi.org/10.1080/0164212X.2015.1024377

Pollanen, S. (2015b). Elements of Crafts that Enhance Well-Being. Journal of Leisure Research, 4(1), 58-78. https://doi.org/10.1080/00222216.2015.11950351

Reynolds, F. (1999). Cognitive behavioral counseling of unresolved grief through the therapeutic adjunct of tapestry-making. The Arts in Psychotherapy, 26(3), 165–171. https://doi.org/10.1016/S0197-4556(98)00062-8

Reynolds, F. (2000). Managing depression through needlecraft creative activities: A qualitative study. The Arts in Psychotherapy, 27(2), 107–114. https://doi.org/10.1016/S0197-4556(99)00033-7

Reynolds, F. (2004). Textile art promoting well-being in long-term illness: Some general and specific influences. Journal of Occupational Science, 11(2), 58–67. https://doi.org/10.1080/14427591.2004.9686532

Reynolds, F., & Prior, S. (2006). Creative adventures and flow in art-making: A qualitative study of women living with cancer. The British Journal of Occupational Therapy, 69, 255–262. https://doi.org/10.1177/030802260606900603

Riley, J. (2008). Weaving an enhanced sense of self and a collective sense of self through creative textile‐making. Journal of Occupational Science, 15(2), 63-73. https://doi.org/10.1080/14427591.2008.9686611

Riley, J, Corkhill, B & Morris, C. (2013). The Benefits of Knitting for personal and social wellbeing in adulthood: Findings from an international survey. British Journal of Occupational Therapy, 76(2), 50-57. https://doi.org/10.4276/030802213X13603244419077

Rubin, J.A. (2009). Introduction to art therapy: Sources and resources. Taylor & Francis Group.

Saulnier, C. F. (1996). Feminist theories and social work: Approaches and applications. The Haworth.

Schwan, K. J., Fallon, B., & Milne, B. (2018). “The one thing that actually helps”: Art creation as a self-care and health promoting practice amongst youth experiencing homelessness. Children and Youth Services Review, 93, 355-364. https://doi.org/10.1016/j.childyouth.2018.08.002

Sennett, R. (2008). The Craftsman. Yale University Press.

Shiner, L. (2012). "Blurred boundaries"? Rethinking the concept of craft and its relation to art and design. Philosophy Compass, 7(4), 230–244. https://doi.org/10.1111/j.1747-9991.2012.00479.x

Simonton, D. K. (2005). Creativity. In C. R. Snyder & S. J. Lopez (Eds.), Handbook of positive psychology (pp. 189–201). University Press.



[1] أطروحة البحث في موضوع "الانشغال في الحِرفة اليدويّة كهواية كأداة للتعامل مع الإرهاق والضغط في أوساط العاملين الاجتماعيين"، تحت ارشاد البروفيسور افرات هوس، جامعة بن غوريون في النقب


في نهاية القرن ال-19 بدأ حراك Arts and Crafts في بريطانيا وانتشرت بعدها لباقي مدن اوروبا وشمال اميركا. هذا الحراك أقيم على خلفية الاعتراض على المنتجات التي تم إنشاؤها في الآلات وتوقيرًا للعمل اليدوي، رأوا أعضائها بالحرفة كوسيلة لانقلاب اجتماعيّ - سياسيّ عميق. على خلفية نمو الحركة ، أصبحت الحرفة مفهومًا في حد ذاتها كفئة من الثقافة المرئية; لم تعد صفة للفعاليّة بل تحوّلت لنوع من الممارسة (زهافي, 2015; Greenhalgh, 1997). سعت قيادة الحراك لتوحيد أناس الحرف مع الفنون وإعادة الشعور بالمتعة للحرف اليدويّة. حصد الحراك نجاحات في تطوير مكانة الحرفة وحتى جزء مركزي من بلورة المصطلح "حرفة" مثل ما نعرفه اليوم - خاصة في سياق الجانب الجمالي الزخرفي وبناء المعنى النفسي ، الشخصي أو الاجتماعي للنشاط. لم تكن الحركة خالية من النقد، ويدّعب البعض بأن نجاحها مرتبط أيضًا باستغلال احتجاجات التجار والمصممين الصناعيين لتحقيق ربح اقتصادي. علاوة على ذلك ، فإن أي تقسيم بين الفن والحرف عبر التاريخ يعكس دائمًا تقريبًا التقسيمات الاجتماعية والاقتصادية.وهكذا ، حتى في حركة الفنون والحرف ، كانت النساء ومهن النسيج تعتبر أقل شأناً نسبيًا (Parker & Pollock, 2013; Lippard, 1978).


[3] Arpilleras - يوتا باللغة الاسبانية. خليط ملون أعدته بشكل رئيسي مجموعات من النساء. هذه حرفة شائعة في


[4] من "Women's work"، معرض قدّم في المركز للفنون النسويّة في متحف بروكلين (Brooklyn Museum).



Comments


bottom of page