هل يوجد هناك جنسانيّة اضافيّة للأنثى؟ في حيّز زمنيّ خيالي، يخترق الحدود بين الحياة والموت وبين الدردشة والنظريّة، ثلاثة نسويّات اسطوريّات كل واحدة تحمل افكار متطرفة غير قابلة للتنازل خاصّة بها، ولكن هناك لغة مشتركة. كل واحدة تعرض جواب اخر لنفس السؤال، ولكن اجوبة الاخريات يوقظن بها شيء جديد.
عن الشخصيات
الثامن من اذار 2023، 20:30. في قاعة المؤتمرات الكبرى التابعة لجامعة نيويورك سوف يقام حدث نسويّ احتفاليّ بمناسبة انتهاء وباء الكورونا. تم الموافقة على القسم الاول من الحدث، سلسلة محاضرات من قبل طالبات دكتوراه واعدات في موضوع " نساء في زمن الوباء، النسويّة بعد انتهاءه". بين المحاضرات التي سوف تعرض: "العنف تجاه المرأة في زمن الوباء والحجر الصحيّ"، "التدهور الاقتصادي كمحرّك ابويّ رجعيّ" و ׳إقناع خيالي - ما بين العلاجات لترمب׳ مقدمة من اندريا لونج تشو
هذا وقت وجبة العشاء - طاولات مليئة بالطعام الخضريّ المتنوّع. تتكئ كاثرين مكينون على الطاولة الاكثر تنوّعًا، تتذوق الطعام بين الفانية والاخرى لكنها في الاساس منشغلة في مراقبة الحاضرات في القاعة. تندفع مونيك فيتيج من ورائها كأنها اتت من العدم وتفاجئها. تنصدم كاثرين وتسعل.
مونيك: مرحبا يا كاثرين! أتأمل ان لا تختنقي من هذه المفلوف.
كاثرين: مونيك! لم أعلم أنكِ ما زلتِ بيننا…
مونيك: ما القصد في بيننا؟
كاثرين: أقصد، ظننت اني رأيتك ترحلين. غير مهم. كيف حالكِ؟ ما رأيك في المؤتمر حتى الان؟ محاضرات مثيرات للاهتمام. بالتأكيد هؤلاء شابات واعدات.
مونيك: اكتئاب مضاعف. أيضًا الموضوع الذي شعرت بأنه متأصل منذ السنة الأولى لهذا الوباء المزعج، هنّ ايضًا يشعروني كم أصبحتُ عجوزًا. وأيضًا "ضيفات شرف"، من انتبه إلى وجودنا هنا؟ لكن في الحقيقة هنّ نساء لامعات وتستحق التقدير. أريد أن أتكلم مع بعضهن قبل الحفلة، لا يوجد هناك احتمال أن ابقى حتى العاشرة. تعالي نجلس على احدى الطاولات ونأكل بهدوء.
كاثرين: من الصعب أن اتخيّل حفلة بدون مشاركتكِ فيها. هاهي تشو، آخر المتحدثات. كان لديها آراء جميلة. لكن كل المعجبات قاوموا بإحاطتها.
جلستا مكينون وفيتيج، واذ بتشو تلاحظهن وابتسامة تعلو وجهها. تنهي بأدب اختلاطها مع الطالبات المحيطات بها وكأنها لاحظت طاولة مليئة بالأكل الشهي، وتقترب إلى الطاولة.
أندريا: يا ألهي. أقصد، مرحبا. هل بإمكاني الانضمام اليكن؟
مونيك: بالطبع، تعالي اجلسي. يبدو انك بحاجة للإنقاذ من كميّة المعجبات
أندريا: أنا احتاج بضع دقائق لأكون معجبة! سنين وأنا أتصوّر نفسي أدير حديث ساخن مع كل واحدة فيكما لكنّي لم أتصور أن يحدث ذلك معكما سويًّا. يا لي من محظوظة.
كاثرين: شكرًا، هذا من لطفك. لقد تحدثنا لتوّنا عن المحاضرة الجميلة التي قمت بتقديمها. لقد أحببت تحليلك الذي تجنب من عزاء "فترة بايدن" الخطيرة، ايضا لدغات السيدة رولينج. انا لا اصدق ان هذا ما تحول اليه الاسم "نسويّة راديكاليّة"، ما هذا الهراء. جميل كيف كان ردّك مبنيًّا على تحليل نقدي وليس سياسة هويّات مبتذلة، الامر المؤكد ان كلهن يردن سماعكِ.
مونيك: عزيزتي كاثرين، لا أظن أنك واعية لما آل إليه مجتمعنا في هذه الايام. هنّ ينشغلن فقط في الموافقة كل اليوم بأن هويتهن سارية المفعول.
كاثرين: صحيح أن مغايرة، لكنّي لا أعيش في المغارة… أنتن تصنعن ضجّة كافية.
أندريا: في الحقيقة أظن أن هذا الوباء كان ضربة اضافيّة في طريقنا للأستنفاد النهائي الذي بنفسه أحدث الكثير من الضجة في الحديث العام مما في الفعل مثل أي نسويّة على أرض الواقع. يشابه قليلا ما قلته عن العلاجات كتمثيل مساوٍ للنسويّة الراديكاليّة. علينا أن نمتمع من هذه الأمور السطحيّة لعقد وعي الحركة النسويّة وأعمالها. لكن بما أني قد اعترفت عن المحادثات التي كنت أديرها معكن في رأسي على مر السنين، لقد كنت حذرة ايضا من الغاء الاحتياجات الشخصيّة التي تقف من وراء هذا الحديث عن الهويّات. في الحقيقة، انا ايضا كنت اتحدث وافكر في تلك الطريقة، لانها كانت الطريقة الوحيدة التي سمحت لي ان اصيغ نفسي من بعد عدة محاولات منعتني من امكانية ان اكون شيء مختلف, بروفيسور فيتيج .
مونيك: رجاءً، ناديني مونيك.
اندريا: مونيك، في نهاية المطاف هذا ليس مختلف كليًّا عمّا كتبت بنفسك عن الحاجة إلى الموضوع التاريخي كمركب حيويّ للوعي الطبقيّ. مثلما الماركسيّة لا تقدر ان تمنع النساء من تطور وعيهن الطبقيّ تحت الادعاء بأنهن يقسمن النضال العمالي، أيضًا النسويّة غير قادرة على الادعاء ضدّ الهويّات الجندريّة المختلفة على انها تقسّم النضال النسويّ. علينا فقط ان نضع الاحتياجات في سياق معيّن.
مونيك: لا اعلم مدى صحّة هذا التشبيه، لكن من اجل ان نعيد الحديث إلى الارض هذا المساء ومحاضرتك بالتأكيد كانوا ناجحات.
اندريا: شكرًا جزيلًا. ارغب بمعرفة نقاط عدم موافقتك معي، في حال كنت تحبين مشاركتي في ذلك.
قامت فيتيج وتوجهت إلى طاولة الحلوى. صامتة. تشو تنظر إلى هاتفها، مكينون تعود إلى مراقبة باقي الحاضرات في القاعة وتأكل لقمة من صحنها بين الفنية والأخرى. بعد مرور دقيقتين ترجع فيتيج.
مونيك: اخبريني اندريا، كونك ابنة البيت هنا، لم تكفيكم البيتسا؟ سرقتم/ن الان مننا الكرواسون وصنعتم/ن منها نسخة نيويركيّة عوجاء
أندريا: انا لست مسؤولة عن ذلك، او الحديث عن الكسور. لكنّي أنصح في البوظة
مونيك: حسنًا، في وقتٍ لاحق. اسمعيني كاثرين. اذا يوجد هناك أمر لن أفهمه في حياتي هو كيف تجرأين على النوم مع الرجال واضافةً إلى ذلك الجلوس مع مثليتين والاشارة لهما على ازدواجيّة ميزان القوة.
كاثرين: لحظة أندريا، انت ايضا مثليّة؟
مونيك: اها، في النهاية انت بالفعل تعيشين في الكهف. لكن اسمعيني للحظة لاني أحاول ألّا اشاجركِ هنا أمام الجميع. نسويتان راديكاليتان تصرخان الواحدة في وجه الأخرى هو بالتأكيد سيكون أجمل عرض من اجل اليوتيوبين.
كاثرين: حتى انا اعرف انه لا يوجد شيء يسمى يتيوبين، لكنّي مصغية لكِ عزيزتي. لكني أريد أن أقول أني لست فقط "أنام" معهم، بل أيضًا أمارس الحبّ معهم، هذا أمر ممكن حتى في داخل مجموعة جنسيّة قمعيّة. أنا فقط لا اقول لنفسي أني أقوم بعمل ثوريّ. جميعنا نرتكب أخطاء صغيرة.
اندريا: أخطاء. هذا هو بيت القصيد. هذا ما جعلتيني أشعر به.
كاثرين: اسفة يا حلوة، انا دائما أميل لكوني صارمة عندما أنفعل. لم أقصد ايذاءكِ.
اندريا: لا، ليس ما قلت سابقًا. هذا مهين، لكن مقبول، انا اسمع هذا الكلام من محافظين كل الوقت. أنا أقصد إلى الكلام الذي كتبتيه، الذي خذلني في لحظات اكثر حساسة في حياتي. لقد قمت باعطائنا ادوات غالية من ذهب من اجل تحليل هذا العالم المريض، لقد أغرمت في تلك الادوات عندما كنت رجلًا، ولقد أوقظ في داخلي أشياء. رغبتي في النساء كرجل لم تكن مستحقّة، بالرغم من أن غالبية الرجال يعلقون مع الشعور في الذنب، لكنه أتاح لي فجأة الشعور بالرغبة، الذي هو أنا كشيء آخر. ثم هناك علق.
كاثرين: لست متأكدة لما تقصدين. أنا لم أقل لك أي شيء عن هويّتك الجندريّة، ولا أذكر نصّ لي الذي أعترضت فيه على النضال المتحولين جنسيًّا بأي طريقة كانت.
اندريا: ل"هويّتي الجندريّة" بالضبط. أفهميني. بالنسبة لي لا يتعلق الامر بالمصادقة أو الموافقة. ولا أتحدث عن تحقيق الثورة في جسدي، اسفة مونيك. لكن بالتأكيد، مثلما قلتِ، الامر الذي يمتعنا يشكّل شخصياتنا. لديكن - أو لا يوجد أصل وجنس أنثوي ببساطة أمر غير ممكن، أو أن الأصل الصالح الوحيد الذي يؤسس لذات صحيحة هو الذي يلبي قواعد الثورة. في نهاية المطاف، كلاكما ما زالا مرعوبتين من تمرد الرغبة، انتن تخفن من طاعتها للحظة،حتى خارج عالم وصايا النسوية المثليّة أو عالم خطايا النسوية الراديكالية. ولا تكن قوة لها، لا سمح الله. الّا تكون جزء منكن، من حياتكنّ، أن لا يبقى فيكن شيئًا مخفي وغير مبرر. لكن من خلال كل النظرية والخطاب والسياسة والممارسة… الحقيقة هي أنّي لم أنجح أبدًا في الفصل بين رغبتي بأن أكون مع النساء وبين رغبتي بأن أكون مثلهن.
مونيك: انا اذكر هنا كلاسيكيّة التعقيد المثليّ، أو ما يُنظر إليه دائمًا على أنه قوته المنتهكة- تشوش الحدود بين الهويّة وبين الانجذاب.
اندريا: نعم، في هذا المفهوم انا اكثر ولاءً منكما، لم أترك فقط جميع الرجال في حياتي بل أيضًا تركت الرجل الذي كنته يومًا.
مونيك: يا حلوة، لا يوجد هناك علاقة في ولائي. انا اعترضت على رمنسة الأبويّة قبل أن تكوني بيضة.
اندريا: حسنًا، لقد بالغت قليلًا من اجل الدعابة. لكني في حال أكملت الحديث عن الموضوع، أنا اعتقد التعاطق هو امر عظيم، لكن لا ينبغي أن يصبح هذا أيضًا مبررًا لكيفية انجذابنا للمرأة هو في الواقع أكثر صحة من العلاقات المغايرة جنسيًّا.
مونيك: فقط لأنك تحدثتِ عن الكلاسيكية هذا لا يعني أنه يمكنكِ إعادة إنشائها. هذا الأمر الذي دائمًا حاولت شرحه، على عكس التعقيدات الجنسيّة لصديقتي القديمة هنا، هو أن مشاكلنا تبدأ من تصنيف المرأة الذي نسكنه. بطريقة ما أنت تأخذين موضوع المثليات ومعه تسمحين في الموافقة على تصنيف جديد للمرأة. ليس كالغاء لتحولك الجنسيّ، ايضا انا في النهاية أبقى امرأة وأنا لست جندر-كريتكال أو ما شابه ذلك، لكني لا افهم كيف الذي تقولينه يضع الأمور في سياق معيّن، بعيدا عن رغباتك الشخصيّة. كيف أن وعيك النسويّ يحافظ على نفسه كوعي طبقيّ، حيث في نهاية المطاف تعملين لإلغاء الطبقيّة؟
كاثرين: ربما هذا ما أحاول أن أقوله، لي ايضا غير واضح ما هو الموضوع السياسيّ الكامن هنا من ناحيتك. كلنا نعرف ان اهميّة الشخصيّ هو السياسيّ، هذا هو الاساس لرفع الوعي. تجاربنا هي البنية لتحليل الحقيقة، لكن هذا التحليل لا يمكنه خلق طريق النظرية بعد موازٍ لواقعنا المركب كله من نصوص مع نفوس ناشطة أمامه مع لغة معرّفة. ما الذي يمكننا فعله في نهاية الأمر؟
قامت فيتيج وتوجهت إلى طاولة الحلوى. صامتة. تشو تنظر إلى هاتفها، مكينون تعود إلى مراقبة باقي الحاضرات في القاعة وتأكل لقمة من صحنها بين الفنية والأخرى. بعد مرور دقيقتين ترجع فيتيج.
تقع شوكة تشو. ترفعها عن الارض، تقف قليلًا فوق الطاولة و تستصعب الوصول إلى شوكة جديدة موجودة أمامها.
اندريا: ربما يجب علينا رفع الوعي، لكن لا توجد لديّ طاقات.
مكينون تمدّ لها الشوكة. تجلس تشو براحة اكبر.
مونيك: أنا أوعدكن بأننا سنكون أكثر لطفًا من الآن فصاعدًا. مع كل مرارتنا، أتينا إلى هنا من أجل لقاء نساء مثلك، لنتحدث. كل عجقة "ضيفة الشرف" هي بالواقع من اجل الاعلانات وهذا الأمر لا يعنينا منذ زمن، وطبعا لم يدفعوا لنا قرشًا واحدًا من اجل ان نجلس هنا ونأكل أكل أمريكي مهين. دفعوا لك مقابل المحاضرة التي ألقيتها؟
اندريا: يهيء لكِ؟ ما بعد الكورونا. لا توجد ميزانية، هكذا يقولون. أهم شيء أن السيّد بروفيسور مع ثباته اتى من اجل انا يلقي كلمة الافتتاح وان يقول كم هذا أمر مهم. عليّ أن انتظر موته من أجل ان يفضى كرسيّه، أو بضع دولارات.
مكينون: أنا ايضا اريد ان افهم. بالتأكيد أننا لا نضيف لك معلومات جديدة، لكنّي لاحظت أنك تذكرين الأمور التي كتبناها أحسن من كيف نذكرها نحن وبالتأكيد أنك ألمع مننا خصيصا في ساعات المساء المتأخر هذه.
اندريا: ليس عبثًا تكلمت مع المنظمات واهتممت بأن ينتهي هذا المساء في حفلة.
مونيك: تريدين تحضير نفسك؟
اندريا: لا، بعد قليل، لكني احاول الاجابة على سؤالكنّ بطريقة ما. تحدثت مع القائمات على الحدث وعرضت ذلك على أنه شرط اساسيّ من ناحيتي. بالتأكيد كنت سأحضر المؤتمر من أجل الحصول على منصّة لمحاضراتي أيضًا للقائكنّ، لكن مهم لإدخال الحياة إلى هذا الأمر. واخيرا انتهى هذا الكابوس. سنتين من الاغلاق والأبعاد والخوف الدائم بأن يصيب أحد الاخر، والملل المخيف. يا ويلاه، الملل. انا لا اعلم ماذا تعتقدن، لكن أكثر مما أتوق إليه التنظير للوضع السيء الذي نعيش فيه، انا مشتاقة للحفلات. للرقص مع اشخاص.
مونيك: رائع. هذه ايضا نسويّة مثليّة. خلق حيّز لنا وامكانيات بديلة.
اندريا: لكن من أجل ما نخلقها، غير الثورة؟ انا اعتقد انا هذا موازٍ قليلًا. الكورونا هي وضع بشع، اغلب المحاضرات تتطرق له. مرض، فقر، عنف، موت. لكن كتجربة يوميّة، كتجربة كيف نعيش في داخل هذا الشيء- الشعور الاساسيّ هو الملل. حتى لو سميناه بالاغتراب والقمع، ما هو في الواقع، وكيف يظهر في حياتنا، فالجواب هو الملل. ليس من أجل تقليل من خطورة الأمر، بل من أجل توضيح همّتنا للتغيير. كذلك، أيضا أفضل صياغة العبور الجندريّ بمصطلحات تجميليّة، كقرار اتخذته وليس من اجل تأكيد هويّة جندرية ولدت معها، بل من أجل توضيح أنه ليس هناك أغبى وأتفه من أن تكون رجل. إذا كان سؤالكن مع يمكن التصرف في هذه الحالة، فجوابي هو فقط مع هذا يمكننا العيش- ومن أجل ماذا نقوم بخلق مساحات وامكانيات بديلة، من أجل ماذا نقوم بتحليل وانتقاد الواقع، ومن اجل ماذا نتصرف بهذه العنادة مثلا ثلاثتنا اذا لم يكن من اجل ان نحيا كما يجب؟ القصد هو، كيفما نحن نريد؟
كاترين: هكذا نرجع لنقطة البداية، لانه منذ الأزل صمموا لنا هذا السؤال - عرفوا ماذا نحن نريد منذ البداية على حسب رغبة الرجال. ولا بأس في اتخاذ نوع من الإستراتيجية ضد ذلك. أتعلمين؟ يجب حتى تخصيص لهذا الأمر كجزء من التغيير. لكن بالتأكيد هذا ليس عالم بأكمله،تلك المساحات والامكانيات البديلة، لا يزال ليس له قيمة مرضية بدون الحرية الحقيقية.
اندريا: أوكي، وما الذي يمكن فعله في النهاية؟ اين يمكنني ان اكون عميلة ولست فقط مناضلة ومكافحة، بل أيضًا شخص لديه مشاعر؟ على حسب قولك، أنا أرفض هذا الإحتمال، اختيار الحريّة وايضًا الجنس.وحتى اختيار حريّة الطريق. هنا انا اختلف معك تمامًا يا كاثرين، ولكن على وجه التحديد من منطلق فهم أن العواطف ليست شيئًا موجودًا خارج المجال المعياري أيضًا، كيف نشكل سياساتنا بالضبط لإفساح المجال لهن؟ ليس كمخططات حصريّة بالضرورة، لكن كنوع من التحفيز الشرعيّ. الجنس. ومن خلال كل ذلك، أنت لا تريدين شيء حصلت عليه بواسطة النضال، بل ببساطة أنت تريدين شيئًا ما - لدرجة انكِ تحاربين للحصول عليه. لكن الآن أريد أن انهي طعامي لأني لقد تكلمت كثيرًا ولا أريد أن أرقص على معدة فارغة، اسفة على الخطاب.
كاثرين: لا تعتذري، الكلام الذي قلتيه جميل جدًا.اذا هناك شيء واحد تعلمناه انا ومونيك اننا على طول السنين نجد إحدانا إلى جانب الاخرى في وقت الحاجة، كل مرة من جديد . لكن انا لا اتعامل مع الحفلات وكلكن مثليات على أي حال.
اندريا: لا تنسي اننا ملكات الدراج ونقوم بتقليد شخصيات انمي في السرير.
كاثرين: كون الخيار! اسمعيني، في المؤتمر القادم، في حال لم يقبلوا أن يدفعوا لك، اتصلي الي. انا سأقوم بتوبيخهم وبعدها سيحتلنونكِ بأنهم غيروا رأيهم. هذا رقمي. مونيك، أين ستنامين؟ هل تريدين توصيلة؟ إلى اللقاء اندريا، سعدت جدًا بلقائكِ.
مونيك: نعم تقدمي، سوف الحقكِ. أندريا، كلامك بالفعل جميل جدًا، من المحتمل انه بنظرك نحن عالقات في واقع اخر، حيث لم يكن مجال لرغباتنا بدون تلك المبررات. أريد أن أقاوم الإغراء وألا نتخلص من الخلاف بقاسم مشترك رخيص، لكن على كل حال، انا سعيدة جدًّا بأن نساء رائعات مثلك يأخذون هذا الحمل عنّا. لا شكّ انك انت نوع من التبرير للثورة. صحّة يا حلوة.
شكرّا لدكتور تانيا تسيون - فلديكس، تحت ارشادها تمّ كتابة هذا النصّ لأول مرّة، لاعطائها لنا الفرصة للتفكير والكتابة بطريقة اخرى.
تمار بن دافيد
ناشطة نسويّة كويريّة، أبنة افيتال روكح لروحها السلام. خريجة لقب أول في الفلسفة والفكر اليهوديّ، طالبة دراسات عليا في برنامج الدراسات الثقافية وباحثة في العنف ضد المرأة بعين ناقدة. مراسلة الشؤون الاجتماعية والرعاية في "المحادثة المحلية -سيحا مكوميت".
فهرس
فيتيج، مونيك، "البني ادم لا يولد أمرأة"، من الانجليزيّة: شون لوين. من: يئير كيدر، عمليا زيف وأورن كيدر (تدقيق)، ما بعد الجنسانيّة: مقالات مختارة في تعليم المثلين والمثليات والنظريّة الكويريّة (تل أبيب: هكيبوتس همؤحاد، 2003)، ص 103-110
مكينون، كاثرين، "الجنسانيّة، الأباحيّة والطريقة: المتعة تحت النظام الأبويّ". من: داليت بؤوم، دليلا أمير، واخريات (تدقيق)، تعلم النسويّة: من القراءة، مقالات ووثائق اساسيّة في التفكير النسويّ (تل أبيب: هكيبوتس همؤحاد، 2006)، ص 376-414.
تشو، اندريا لونج، "الرغبة بالنساء"، من الانجليزيّة: متان كمينر. من هذا الزمن.
(1) אנדריאה לונג צ'ו, "לרצות נשים", מאנגלית: מתן קמינר. מתוך הזמן הזה.
(2) מוניק ויטיג, "אדם אינו נולד אשה", מאנגלית: שון לוין. מתוך: יאיר קידר, עמליה זיו ואורן קידר (עריכה), מעבר למיניות: מבחר מאמרים בלימודים הומו-לסביים ותיאוריה קווירית (תל-אביב: הקיבוץ המאוחד, 2003), עמ' 107-108.
(3) שם, עמ' 108
(4) קתרין מקינון, "מיניות, פורנוגרפיה ושיטה: הנאה תחת פטריארכיה". מתוך: דלית באום, דלילה אמיר, ואחרות (עריכה), ללמוד פמיניזם: מקראה, מאמרים ומסמכי יסוד במחשבה פמיניסטית (תל אביב: הקיבוץ המאוחד, 2006), עמ' 393.
(5) שם, עמ' 389.
(6) צ'ו, שם.
(7) שם.
(8) שם.
(9) שם.
(10) ויטיג, עמ' 103-104.
(11) צ'ו, שם.
(12) ויטיג, עמ' 105.
(13) מקינון, 380.
(14) צ'ו, שם.
(15) שם.
(16) מקינון, עמ' 382.
(17) מקינון, עמ' 402-403.
(18) שם, עמ' 389.
(19) צ'ו, שם.
コメント