نشاط نسوي في الفنون : طرق عمل "تخريبية" في الحيز الفني-الاجتماعي-السياسي في اسرائيل
نشر المقال للمرة الاولى في: "جندر" - مجلة اكاديمية متعددة المجال للجندرية والنسوية، العدد الخامس، كانون اول 2018
مقدمة
العديد من الباحثات والمنظرات بحثوا في السياقات المختلفة بين النسوية، الفنون والنشاطات السياسية (Reilly, 2018; Volkova, 2013). على عكس المفهوم الكينطي للفنون، الذي ينظر إلى الفن ككيان خارق غير خاضع ولا يتأثر من الأحداث الاجتماعية-السياسية- الثقافية (ترخطنبرج، 2010)، المنظرات الباحثات في الفن النسوي يصررن على وجود علاقة بين الفنون لبين الواقع المجتمعي، أي أن، يجب إجراء إشراف نقدي على ميزان القوى، الآليات المستخدمة وسيرورة العمل التي تربط بين العمل نفسه وبين خالقه، ممثلي المؤسسات الفنية والآليات التي تستخدمها، مجموعة نقاد الفن والجمهور الوفير.
منذ بدء سنوات الستين للقرن ال-20 احتل الفن جزء ذو أهمية كبيرة في السيرورة الاجتماعية التي حرّكت الحراك الاجتماعي- السياسي النسوي العام الذي أقيم في أرجاء العالم (Broude & Garrard, 1994; Freedman, 2007; Hooks, 2000 ). العديد من النساء وجدوا بالفن طريقة للتعبير عن احتجاجهن واعتراضهن، ودمجوا في أعمالهن الفنية أقوال نسوية التي تثير الجدل على الترتيبات الاجتماعية-الجندرية، وتطالب بالعمل خارج حدود مجال الفن والمتاحف، المعارض وغيرها. الفن النسوي هو أحد أنواع الفن الناشط، حيث تدعي لوسي ليبراد (Lippard, 1984) أن هذا الفن ممارسة اجتماعية مهمة تهدف إلى العمل في العالم الحقيقي، وتثير استئناف حول الحدود والطبقية الاجتماعية، السياسية والاقتصادية، وتجمع بين البحث والنظرية، العمل الفني والنقد الاجتماعي. مع مرور السنة انتشر الفن النسوي في جميع انحاء اوروبا والولايات المتحدة، وبالتدريج انتشر أيضا في دول إضافية في أنحاء العالم.
بالرغم من، لاسباب مختلفة، فقط في سنوات التسعين للقرن ال-20 بدأوا فنانات اسرائليات في خلق فن بطريقة منهجية وشاملة من منظور نقدي نسوي (للتعمق بالأسباب توجهوا ل 1) (Dekel, 2011). في هذا المقال سنتطرق الى الفن الناشط النسوي في إسرائيل بالعقد الاخير. تبعًا لكلمات المؤرخة الفنية كاتي ديفول (الناشطة في الفنون النسوية) التفكير في موضوع مثل كيفية التصرف كفنانة ناشطة نسوية، لمن نعيش ونعمل ومن اجل من نخلق الفن الخاص بنا، وكيف تعبرعنّا هذه الأعمال" (Deepwell, 2009, p. 4)، نحن نطالب في تحليل هذه الأعمال الفنية ومن خلالها نقوم ببحث طريقة عمل هذا النشاط، الروابط الاجتماعية-الثقافية، ومميزات هذه الأعمال الفنية من خلال التطرق الى العلاقات المركبة ومتعددة المعاني بين صور وافعال الاعتراضات والاحتجاجات وبين النظام الأبوي والقائمين عليه. كما سيظهر لنا، هذه الأعمال الفنية تعرض موقف الذي يدمج بين نشاطات استراتيجية من أجل خلق تغيير جذري في المجتمع، مع خلق أعمال فنية التي تثير المليء من الأسئلة حول وضع المجتمع، من خلال إعادة النظر في ميزان القوة الموجود فيها.
الانشغال بالجندر والفن وميزان القوة بينهم ليس بأمر جديد، والعديد من الباحثات النسويات تعمقوا في هذا الموضوع (Broude & Garrad, 1994; Chadwick & Latimer, 2003; Jones, 2003; Nochlin, 1989; Reckitt & Phelan, 2001). ولكن، إحدى الادعاءات الموجهة من قبل الباحثات النسويات هي تحليل نسوي من اللاهوت الفكري مثل كارول جيلجان (Gilligan, 1982)، ساندرا هاردينج (Harding, 1992)، وأخريات، حيث وضعوا الجندر في اولى اولويات ابحاثهن وحوّلوه الى الفئة التحليلية المركزيّة، وفي الواقع هو الأمر الوحيد الذي من خلاله نستطيع قياس ميزان القوى في العالم المعاصر. رغم أنها، تجمع هذه الفئة نساء من خلفيات ثقافية مختلفة حيث انهن موجودات في أوضاع حياتية مختلفة، وتحليل مثل هذه الفئة فقط لا يمكننا من الحصول على تشخيص مركّب ومتعددة الطبقات ولا يعطي اي اهتمام للفروق الموجودة بينهم في الواقع (Clement, 1996; Crenshaw 1991; Yuval-Davis, 2006). عقب هذه الانتقادات، ومن وجهة نظر التي تلقي اهمية كبيرة للتنوع (diversity)، في هذا المقال سنحضر امثلة عن اعمال فنية متنوعة، ليس فقط من ناحية عرقية وطائفية، بل ايضًا من ناحية مكانة اجتماعية، عمريًّا، وفي فترات مختلفة في مهنتهن الفنية. بالاضافة الى ذلك، نحن نعتقد ان موضوع التعددية والتنوع ليس محصور فقط في تلك الفئة المختارة، بل ايضًا لأنواع مختلفة من الأعمال الفنية. حالة الفن التشكيلي لا تشابه حالة الفن المسرحي، السينما لا تشابه التلفاز والى ذلك. لذلك، من اجل التوصل الى فهم متعمق في مجال الفنون البصرية الناشطة، في مظاهرها المختلفة، في هذا المقال نتطرق الى فنانات مختلفات، اعمال فنية مختلفة، وطريقة عمل مختلفة: فن تشكيلي، عروض عامة، مسرح، مسلسلات وسينما.
اخترنا مناقشة أعمال فنية التي حظيت بصدى عام واسع النطاق، وتغلغلت إلى الوضع الاجتماعي السائد عن طريق مؤسسات اجتماعية ومساحات عامة مشهورة. سواء في قضاء تل أبيب وضواحيها المركزية; العرض في متاحف مهمة; في دور السينما; في الانترنت او حتى في الكنيست - اخترنا اعمال فنية التي حظيت باهتمام عام كبير وليست اعمال فنية التي تقتصر على جمهور يحب الفن. هذه الأعمال التي سنناقشها ليش محصورة في مساحات غير معروفة مثل معرض الحي أو مجمعات ذات نسبة زوار قليلة أو دور سينما حصرية.
من هذا المنطلق، هذا المقال لا يتداول اعمال فنية ناشطة لفنانات فلسطينيات او من اصول اثيوبية، مثل. بالرغم من وجود فنون ناشطة نسوية كتلك ونحن نؤمن بأهميتها، لكن مع الأسف لم تكسب بعد تعرضًا واسعا للجمهور، ولم تكسب صلاحية وصدى في الحيز السائد.
كل الأمثال المذكورة في المقال تطرق، كما ذكر، في الفنون الناشطة النسوية في اسرائيل، ، ولكنهن مختلفات ليس فقط من ناحية نوع الفن الذي يقدمنه، بل ايضا طريقة تقديمه وأهدافه. ومع ذلك يوجد لهن هدف مشترك وواضح: تحدّي الحدود الموجودة للعمل الفني في الحيز العالم والرغبة في خلق تغيير مجتمعي محسوس في العالم. من اجل اجراء نقاش مثقف في الموضوع، هذا المقال سوف ينقسم الى اربعة أقسام، حيث كل قسم سوف يتداول طريقة معينة للعمل في الحيز العام. حيث ان الامثال الموجود في هذه المقال هي من السنين الاخيرة، ووجب الذكر انه تكمن جذور اعمال الناشطين المعروضة في أعماق التاريخ للفن النسوي الناشط ، عن طريق اختيار أمثلة حديثة نستطيع أن نرى التجديدات واكتشافات في المجال، ولكن أيضًا للتعرف على الواقع المحزن التي يظهر أنه يجب إحداث تغييرات في المجتمع ما زالت ضرورة. برغم الافتراض السائد بأن هناك مساواة بين الجنسين في إسرائيل وأن النضال النسوي مكتمل وبالتالي لم تعد هناك حاجة للنسوية (تريجر، 2011)، حيث انه لا يزال اضطهاد واستبعاد للنساء من مختلف الفئات الاجتماعية حتى يومنا هذا، وبالتالي ضرورة وجود هذا النضال، حتى في مجال الفن. القسم الاول من المقال يتطرق الى واحد من أكثر الممارسات المقبولة في النشاط النسوي (وفي الفنون عامةً)، وهي رفع الوعي لعدم المساواة الجندرية، ونشاطات فعالة في الحيز العام من أجل خلق تغييرات لحظيّة; القسم الثاني للمقال يتداول النضال من أجل الظهور والتمثيل في الحيز العام; القسم الثالث يتداول النشاط الجماعي الفني للنساء; والقسم الرابع يتداول تجاوز الخطوط الحمراء - من الحيز المجتمعي-المنزلي ، إلى الهيئة التشريعية، والمؤسسات الحكومية الموجودة في عاصمة اسرائيل، القدس.
وجهة النظر التي تهيمن في التحليلات والنقاشات في هذا المقال مبنية على وجهة نظر بوردييه، الفنون كمجال مستقل المتأثر من مجالات أخرى من حوله، وتعمل بينهم سيرورات، علاقات قوة واليات التي تؤثر على مجال الفن، وتتأثر منه (بوردييه، 2005). وجهة النظر هذه تطلب طرح اسئلة بخصوص المؤسسات، المنظمات، وميزان القوى بين كل المشتركين، من أجل فهم ليس فقط المجال نفسه، بل كيفية خلقه. بالاضافة الى ذلك الجانب النظري لهذا المقال يدمج بين نظرية الاستقبال (Reception Theory)، التي تدور حول مراكز المجتمع والفن، (2) وبين طريقة البحث في مجال العلوم الاجتماعية بشكل عام والاثنوغرافيا بشكل خاص،سيتم التحليل الفني في السياقات الرمزية والمكانية التي تم فيها إنشاء الأعمال الفنية (specificity).
جزء من الأعمال الفنية التي تم نقاشها في هذا المثال لم يتم فحصهم قط من وجهة نظر بحثية [3] نحن نعتقد أن حقيقة أضافت واعتبار هذه الأعمال كأعمال فنية تابعة لمجال الفن الناشط-النسوي هي نشاط نسوي بحد ذاته. إجراء نقاش حول هذا العمل وحول القائمات عليه يشدد على وجود هذا الكيان تحت مجال الفنون ومجال النسوية، , ويضعه داخل سلسلة الفن صاحبة جذور وتاريخ. في العديد من الأحيان يتم تسمية اعمال فنية وفنانات بأنها بلا سياق، واعتبارها "مقتلعة" من التاريخ، مما يزيد من إقصاء ونسيان العديد من الفنانات من الذاكرة والعمل الفني، وهذا يضيف الإحساس بالدونية تجاه هذا النوع من الفن في مجال الفن عمومًا. لذلك كتابة هذا التاريخ في نظرنا هي من أهم النشاطات النسوية، كتلك التي تطرح امكانية بحث النشاطات النسوية الفنية، وتشكل حجر أساس في بناء علاقة بين مجال البحث وبين العمل على أرض الواقع.
1. نقد مؤسسي
النقد المؤسسي في الفن، بدأ في القرن العشرين في بلاد الغرب، حيث تم توجيه سهام النقد حول المؤسسات المختلفة في عالم الفن والى الاشخاص الذين يترأسوها، حيث تعرض ميزان القوة السري الذي يدور في هذا المجال. [4] ممارسة هذا النقد لم تتم فقط من قبل منظرين\ات أو نقاد للفنون. وفي أعقاب ذلك فنانون وفنانات بدأوا بالاحتجاج وانتقاد قضايا واغفالات تحدث في عالم الفن. بالاضافة الى ذلك، انتقادات المبدعين والمبدعات لم تحصر فقط داخل حدود العالم الفني بل بدأت توجه نحو ظواهر، مؤسسات وكيانات خارج عالم الفن، مع تركيز على الجوانب المجتمعية والسياسية، بهدف خلق إصلاحات اجتماعية في واقعنا.
حسب الباحثة الاعلامية دنيكا مينيك (Minić, 2014)، منذ بداية ستينات وسبعينات القرن الماضي، بدأوا ناشطات نسائيات في مجال الفن في العمل من أجل إحداث تغييرات في وضعهن، من ضمن امور اخرى، مراقبة ("عد الرؤوس") وقيام بإجراءات لزيادة الوعي حول هذا الموضوع. بالامكان رؤية أمثلة على ذلك في نشاط العديد من الفنانات في سنوات السبعين للقرن الماضي (Chadwick, 1990, p. 347; Robinson, 2015, p. 44) وفي العقود اللاحقة لفنانات مثل مجموعة فتيات حرب العصابات (Guerilla Girls) التي بدأت في سنوات الثمانين لنفس القرن. احصوا هؤلاء الفنانات الناشطات عدد الفنانات اللواتي يعرضن اعمالهن في المتاحف وعدد الاعمال الفنية التي تمثّل شخصيات نسائية في المتاحف، احيانا يقمن بعرض نتائج احصاءاتهن عن طريق نسبة مئوية من جميع العارضين والعارضات، واحيانا عن طريق ارقام (Demo, 2000).
في سنة ال 2016 الفنانة عينات عمير جمعت معطيات حول موضوع عدم المساواة الجندرية في عالم الفن في إسرائيل. تبعا للعمل الناشط مثل الذي استحدمتها "فتيات حرب العصابات" كأداة للتعبير، اختارت عمير ان تتشارك مع خمس فنانات وقامت بدعوة كل واحدة منهن على تصميم بلوزة استنادا على نتائج المعطيات التي قامت بجمعها ونشر تلك الملابس للبيع لكافة الجمهور. مثلًا كتب على احدى البلوزات الاحصائيات المثيرة للحزن " معارض فردية في متحف إسرائيل ومتحف تل ابيب: 70% رجال، 30% نساء". وعلى بلوزة اخرى كتب "عرض في المعارض: 61% فنانون، 39% فنانات" وهكذا دواليك. في إطار عملها الفني المستمر طلبت عمير من المعلمين لديها في كلية الفنون في بيت بيرل- من الكليات الأكاديمية المهمة للفنون في إسرائيل - أن يقمن بارتداء الملابس المكتوب عليها هذه الاحصائيات المزعجة، التي تظهر عدم المساواة في ميزان القوة، هم بدورهم، كمعلمون بارزون ومؤثرون، كانوا مسؤولون إلى حد كبير عن حدوث هذا الأمر. طلب من جميع المعلمون الرجال ارتداء تلك البلوزات والتجول فيها في الأماكن العامة ، وفي حرم الكلية بشكل خاص، كنوع من الخزي الساخر، عن طريق تقديم التعاون وعن طريق الاشتراك في التغيير الساخر المعاصر والوعي له.
المشروع المسمى Men#2، شارك في معرض فني حيّ الذي أقيم في متحف تل أبيب وخلاله المعلمون الرجال لعمير، الذين درسوها خلال فترة تعليمها في "مدرسة"، قرأوا للجمهور مقال ريبكا سولنيت (Solnit) عنوانه Men Explain) Things to Me 2015). قرأوا هذا المقال وهم يرتدون البلوزات التي صممتها النساء التي تعاونوا مع عمير، وعلى تلك البلوزات نصّت الاحصائيات الصعبة، مثل الإشارة إلى العلاقة الجندرية غير المتساوية بين عدد المعلمون الرجال في الأكاديميات الفنية وبين عدد الطالبات والمعلمات النساء المتواجدات في الأكاديميات للفنون.
يدعي ليبارد، ان احد مميزات الفن النسوي الناشط هو عملها المستمر لفترة طويلة من الزمن داخل تيار الفن المركزي وخارجا له في نفس الوقت (Lippard, 1984, p. 343). ولذلك، حسب ادعاء ليبارد، المشروع التي قامت به عمير هو مشروع مستمر لفترة زمنية طويلة - من مرحلته الأولى جمع الإحصائيات من الارشيف والمكتبات، عن طريق صداقتها مع فنانات التي تعاونوا معها في تصميم البلوزات استنادًا على النتائج التي قامت بجمعها، ولاحقا في عرض تقديمي للمعلمين الذين طُلب منهم ارتداء البلوزات في جميع أنحاء الحرم الجامعي وفي شوارع المدينة تتويجًا للمشروع بأداء حي، في متحف مركزي مهم للتيار السائد، وهو متحف تل أبيب للفنون. [5]
عمير، مثل مجموعة الفنانات الامريكيات فتيات عصابات الحرب ومجموعات إضافية الناشطات في اوروبا، افريقيا، اسيا وجنوب أميركا، يعملن في مجال الفن التشكلي والبصري، ويوجد لنشاطاتها والأخريات تاريخ موثوق. ولكن هذا ليس حال عالم المسرح الإسرائيلي. [6] فقط في سنة 2016 أضيفت فئة التي تعمل في المسرح من أجل " قياس الجندر"، الذي يفحص عدم المساواة الجندرية في اسرائيل، وهذا الفئة ايضا فحصت فقط موضوع المسرحيات (تسمرت-كرتشر، هرتسوج، حزان، بسين، بن الياهو وبرير-جارب، 2016). [7] أمر مهم وذات صلة حدث في أيار 2017 حين في المدرسة للمسرح في كلية "سمينار هكيبوتسيم" حيث خصصت أمسية لأعمال مسرحية لنساء، سميت "صانعات التغيير". [8] استمرت الأمسية لمدة ساعة وربع، وتكونت من مجموعة المنولوجات، حوارات ومشاهد قاموا فقط نساء بتأليفها وإخراجها. وتطرقوا إلى عالمهن من وجهة نظرهن. بادرت بهذه الامسية معيان بري-دان وتمار عميت-يوسف، اللواتي كنا طالبات سنة اولى في الكلية، وكان تحت رعايات إحدى المعلمات في المؤسسة، موران ارفيف-جانس. قررت معيان بري-دان وتمار عميت-يوسف في المبادرة بهذه الأمسية بسبب عدم تعرضهن لأعمال مسرحية التي كتب من قبل نساء خلال مسيرتهن التعليمية. تردد صدى موضوع نشاط الأمسية في أذهان صانعاته خلال العمل عليه، وايضا من ردات الفعل التي تلقوها من طالبات وطلاب آخرون.
من أجل دعوة الطالبات لتقديم اقتراحات لمشاهد، نشرت عميت-يوسف وبري-دان ملصقات في أنحاء الكلية، تضم معطيات قمن بجمعها من المسارح الكبيرة في إسرائيل. [9] اكتشفت الطالبتان أن نسبة المسرحيات التي تم أداؤها في تلك المسارح التي كتبت من قبل نساء هي أقلية، في حال وجدت من الأساس [10]. بري-دان وعميت-سواد لم يعتقدوا ان هذه المعطيات تثبت موضوع عدم المساواة في هذا المجال عامةً ضرورة اجراء اصلاحات هي موضوع للنقاش، وتفاجأوا من المعارضة التي أقيمت من قبل بعض الطلاب وأقلية من الطالبات. بل، ادعوا ان هذه المعطيات محرفة، وان "النسويات يردن السيطرة على هذا الحيز". وبالمقابل، ردة فعل العديد من الطالبات كانت مليئة بالحماس، وفرحوا جدا على وجود الإمكانية لتقديم أعمال فنية من صنعهن لحفل فني.[11] مدير قسم المسرح في كلية "سمينار هكيبوتسيم"، ايتسك فينجرطن، دعم العرض منذ البداية، وشجع المبادرات على الاستمرار. وحتى قام بتخصيص موارد لإقامة الحفل، مثل توفير قاعة للعرض، اضاءة، ودعم من المؤسسة التي هي أمر ضروري لعمل طلابي مستقل.
العمل النسوي لا يتم التعبير عنه فقط عن طريق خلق أمسية والاصرار على ان كل القائمات على الأعمال هن نساء، بل ايضا بالمحتوى المعروض. في تنظيم ارفيف-جانس اختير 13 مقطع، شملوا مواضيع مختلفة ومتعددة: اغتصاب، تحرش جنسي، استمناء، بغاء، هوس، حب، شعر الجسم، ميول جنسي، شيخوخة والعديد. وجهات النظر المختلفة التي عرضتها القائمات على الأعمال الفنية فتحوا عالم واسع من التجارب أمام جمهور المشاهدات/ين، خبرة، آراء ورؤيتهم للعالم، وأعطوا منصة مفتوحة لمواضيع التي تعتبر "شخصية". المبنى الاجتماعي والأبوي مكون من تسلسل هرمي بين الحيز "الشخصي" ( الشخصي والحميم، التي تتبع له المشاعر، ويعتبر"أنثوي")، وبين الحيز "العام"، التي تحدث به الحياة الاجتماعية، ال"سياسية"، تلك الأمور المبنية على العلم، حقائق و"موضوعية"، يعتبر "ذكوري" (لوبين، 2013). عن طريق عرض هذه المواضيع من وجهة نظر لنساء وطريقة احضارها الى المنصة المفتوحة في مؤسسة تعليمية مهمة مثل كلية سمينار هكيبوتسيم، تحول الحدث المسرحي "صانعات تغيير" لعرض يعيد النظر في رؤية العالم على ما هو "شخصي/نسوي" أدنى من ما هو "عام/ذكوري"، وعلى الانقسام بين الاثنين بشكل عام.
قدم عرض "صانعات تغيير" مجموعة متنوعة من الممارسات والمجالات: كتبوها طالبات للمسرح، أخرجوا، صنعوا ورقصوا; مثلوا طالبات المسرح، كتبوا، غنوا وعزفوا; وطلاب للمسرح - رجال - هم ايضًا عرضوا بالامسية، في مشاهد كتبت من قبل نساء. بالاضافة، حقيقة دعوة بري-دان وعميت-يوسف لنساء أخريات بالصعود إلى المسرح وعرض أعمالهن في تلك الأمسية، عملوا من أجل تعزيز نساء أخريات غيرهن، دفعوا وشجعوا النساء، من خلال مرافقة فنية وإنتاجية، منذ مراحل الكتابة الأولى احيانًا حتى الصعود الى المسرح، خلقوا نشاط هدفه الاساسي تعزيز نساء اخريات، اللواتي تعرضن لردات فعل غاضبة، ولاعتراض وعنف سري الذي وجه الى العرض، لم تعرض به نساء، غير القائمات على العمل.من الواضح أن، بري-دان وعميت-يوسف شاركوا بالامسية التي اقاموها، ولكن هذه الأمسية لم تقم من أجل تطوير أنفسهن فقط، بل من أجل خلق عمل متعدد المشتركات، مثل اسم العرض - صانعات تغيير.
كان العرض مفتوح للجمهور الواسع، ورغم جميع الانتقادات التي وجهت له نجح العرض وحتى عرض مرة اضافية غير المرات المخطط له. مع ذلك، ورغم دعمه الأول لهذه العرض، بعد أن أقيمت العروض، اعلن فينجرطن انه في حال أقيم عرض مثل هذا السنة القادمة يمكن لطلاب الكلية في قسم فنون المسرح في كلية سمينار هكيبوتسيم حضوره فقط. [12]
2. الظهور
بمناسبة يوم المرأة العالمي في ال-8 من آذار في سنة 2016، أقاموا الفنانات ساشا-الكس كوربطف و-فانا برويان بأنشاء في شارع مركزي في تل أبيب، المصنوع من طريق طوله 50 متر وعرضه متر ونصف الذي يؤدي الى تمثال على شكل عضو نسوي بارتفاع ثلاثة أمتار. تم صنع الطريق والتمثال من بطاقات عمل التي جمعتها الفنانتين من أرصفة شوارع جنوب ومركز تل أبيب. التي تشجع الاحتياجات الجنسية والبغاء والاتصال مع نساء يعملن في الدعارة.
اختيار الفنانتين في بناء هذا المركب في وسط جادة روطشيلد في تل أبيب لم تكن صدفة بل عن قصد من أجل تشويش النظام الاعتيادي القائم. مثلما توضح ساشا-الكس كوربطف: "قمنا بجمع تلك البطاقات لمدة سنة. الرجال الذين يقومون برفع هذه البطاقات من على الارصفة يبحثون عن مهبل كبير، لذلك قمنا بصناعته ووضعه امام اعينهم. بمناسبة يوم المرأة العالمي اردنا رفع الوعي من اجل النساء الذين يدفعوا الى الهوامش. نحن كمجتمع نحب تجاهل هذا الموضوع ووضعه تحت السجادة. لا نتحدث عنه كفاية، لا نعطيه اهمية كافية ومكانة لذلك اخترنا جادة روطتشلد بالتحديد لكونها تعتبر مكان نظيف وخالٍ من كل حدث اجتماعي غير تقليدي" . فانا بوريان تضيف وتوضّح: "هذا العمل مستوحى من واقعنا الحضري. كل الأجسام المتشظية للنساء الموجودات على البطاقات التي على الرصيف يدوس الناس عليها، يرون هذا الأمر وكأن لا قيمة له. ببساطة المرأة تفقد كل قيمها وتتحول إلى مجرد غرض، ليس غرض كامل حتى" (دفول-دفير، 2016).
في عيد الحب سنة 2017 (14 فبراير) مرة أخرى عملت الفنانتين بوريان وكورطف استخدموا بطاقات الدعارة المنثورة في أنحاء المدينة لعمل فني وأقاموا مركب كبير، الذي أزالته قوات الشرطة بعد ساعة قليل من إقامته. المركب الفني كان مصنوع من قطع قماش الصقت عليها مئات من بطاقات الدعاية وكتب عليهم ارقام تليفون لنساء يعملن في الدعارة. علقت قطع القماش بين شجرتين وظهرت على شكل لافتة للإعلانات والكلمات التي كتب عليها، التي صنعت من تلك البطاقات، كونوا الجملة التالية I JUST CALL TO SAY I LOVE YOU (مروم، 2017). عن طريق استراتيجية الدعابة المشوهة يسلطن الضوء على موضوع مؤلم التي تم اسكاته وإخفائه عن الأعين ومن الخطاب العام. المركب الفني، الذي يشكل ازعاج بصري وتقليدي في الحيز العام، هو تعبيرعن احتجاج الذي يجد صوت ولغة بصرية لتمثيل النساء ولمواضيع تم اصماتها في المجتمع. هذا احتجاج سياسي فعّال، وتم صنعه من خلال استعمال وتحويل لغة تواصل الجمهور نحو رسالة نسوية هادفة، تزرع غصبا في قلب التيار السائد المتعجرف- جادة روطشيلد السابعة، هي منطقة ترمز للقوة الاقتصادية المركزية في إسرائيل وهي ايضا احدى ارقى مراكز الترفيه والتسلية في إسرائيل.
احضرت بوريان وكورطف الى الحيز العام قضايا وروايات التي في غالب الأحيان منعدمة من الخطاب الإسرائيلي العام. حولت انشائتهن الفنية الأشخاص العابرين في الطريق من مستهلكين خاملين للمعرفة إلى مستهلكين فعالين بتعرفون على محتويات جديدة فيضطرون على إعادة وضع أنفسهم في مواجهة المعرفة التي لا يتعرضوا لها في حياتهم اليومية. واقع تدخلهن في الحيز العام كعنصر مفاجئ (المفاجأة نابعة من المكان وتوقيت مقدم العرض، في حيز غير المعرّف من ناحية مبدئية باستهلاك نساء في الدعارة، وخلال ساعات النهار) ترمز إلى تجاوز الموضوع. الأداء وموضوعه هو مركز الحدث: من موضوع يتحدث عنه المرء بصوت هامس ويحتفظ بمعلومات حميمة (عاهرون) وها هن يكشفون في وضح النهار وفي مكان مفاجئ - الذي يجبر كل العابرين والجالسين فيه، رجال ونساء، إعادة التفكير في موقفهم بشأن هذا الموضوع وعدم قمعه بعد.[13]
بالاضافة الى، كون الفنانتين مهاجرات جدد في إسرائيل يسلط الضوء على نقطة هامة جدا التي تطرق الى النشاط السياسي او الرمزي التي تنبع من قلب الهوامش - ايضا من الجانب الجندري، وايضا من الجانب القومي وايضا من الجانب العرقي-الديني (Dekel, 2016). أثر فلسفتها للمنظرة والناشطة السياسية النسوية بيل هوكس ومقالها التأسيسي Marginality as a Site of Resistance (Hooks, 1990)، يمكننا القول أن الهوامش هي موقع مليء بالصخب ولديها العديد من الامكانيات، كالموجود تحت رادرات المجتمع المطبع ويستخدم كمكان خالٍ من ضغوط الهيمنة أو الصحافة المعيارية الملزمة. بقدر ما يتعلق الامر بهوكس الهوامش هي اقتراح راديكالي ومكان لاعتراضات ناشطة وخلّاقة ومكان لتطوير الحوار (مكافحة -الهيمنة).
موضوع الظهور يشغل العديد من الباحثات النسويات اللواتي يتعاملن مع وسائل التواصل البصرية، وليس مجانا أغلب مجال البحث النسوي يدور حول السينما وشاشة التلفاز، مثلا، بخصوص محتويات الموجودة على الشاشة، وللتمثيلات الظاهرة، وبالاخص غير الظاهرة، فيهم (انظروا الى: Haskell, 1987; Mulvey, 1975; Rich, 1992; White, 1999). مثال على ذلك، الرابطة الأمريكية للمثليين والمثليات لمكافحة التشهير (GLAAD)، تعمل على مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة من أجل فحص التمثيلات الموجودة لمجتمع الميم،[14] والعمل ضد "تمثيلات مسيئة لمجتمع الميم في وسائل التواصل.[15] بالإضافة إلى البحث، تعمل المنظمة في شكل فعال من أجل خلق تمثيلات جديدة وايجابية، وظهور كبير بما يتعلق في مجتمع الميم في جميع أشكاله. في دراسة أجريت على البث التلفزيوني الأمريكي ونشرت في عام 2017 ، وجدت المنظمة بأن أقل من 5 بالمئة من الشخصيات تتبع لمجتمع الميم. من ضمنهم ، فقط 16 شخصية كرجال أو نساء متحولات/ين جنسيا. [16]
في اسرائيل، يوجد ارتفاع في ظهور لتمثيلات مثليات، مثليين، ومتحولات/ين جنسيا على شاشات التلفاز وفي السينما في السنوات الأخيرة. لم يتم اجراء بحث شامل بالموضوع، ولكن بإمكاننا ملاحظة الانشغال المتزايد بشخصيات من مجتمع الميم (יוסף, 2010;Cohen, 2011; Padva, 2007; Yosef, 2004). مع ذلك، ايضا في اسرائيل، تمثيل لنساء ورجال متحولين/ات جنسيا، او غير ثنائي، تقريبا غير موجود على الشاشة في ساعات نسبة المشاهدة العالية، ما عدا في برنامج "الاخ الكبير" [17]، الحاصلة على تقييم عالي، وشارك فيه خلال المواسم رجل وامرأة متحول/ة جنسيا ، وحظيا بشعبية واسعة.[18] في السينما الإسرائيلية من النادر وجود شخصيات من مجتمع الميم، لكن هناك ايضا حصل ارتفاع ملحوظ في السنوات الأخيرة، بفضل مهرجانات مثل "المثلية الفتّاكة"،[19] الذي يعرض سينما قصيرة وطويلة صنعتها نساء اسرائيليات من مجتمع الميم; وهدفه تعزيز النساء المثليات، ثنائية الجنس، كوريات واخريات في صناعة السينما الإسرائيلية; ومهرجان السينما TLVFEST",20] الذي يعرض سينما لمجتمع الميم في أنحاء العالم، وهو ايضا داعم للصناعة الإسرائيلية.
صناعة الافلام، برامج ومسلسلات للتلفاز والسينما، تتطلب اتباع معايير عديدة، وهي أيضا عبء اقتصادي، مشاعري، جسدي ونفسي، التي لا يستطيع جميع المبدعين والمبدعات تحملها. مع ذلك، منذ دخول الإنترنت عامةً وموقع يوتيوب (YouTube™) بشكل خاص الى حياتنا، تغير كليا طريقة تمثيل الاقليات مختلفة ومتعددة في المجتمع. أدى وجود الانترنت الى ارتفاع عرض محتوى قصير وبالتالي أرخص بكثير، وليس بحاجة للاجابة عن متطلبات البرامج الفنية مثل الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية، سهل الوصول اليه وبمساعدة الضغط على زر واحد بإمكانه الوصول الى عشرات، وحتى مئات وآلاف من الناس. ليس بغريب بأن أعمار المستخدمين والمستخدمات أصغر وتعددية واختلاف المستخدمين/ات آخذة بالتوسع.
"عن الاستمرارية"[21] هو مسلسل وثائقي إسرائيلي منذ سنة 2017، الذي يعرض 10 حلقات وفي كل حلقة شخصية مختلفة من مجتمع المتحولين والمتحولات جنسيا في إسرائيل. صانعو المسلسل هما زوهر ملينك عزرا وافاك تسطة لانور، الأول هو مثلي معلن والثاني هو رجل متحول جنسيا. يمكن ايجاد المسلسل في العديد من وسائل التواصل العامة، ولكن ليس على شاشة التلفاز - تم تحميل حلقات المسلسل إلى فيسبوك، يوتيوب وموقع "ماكو"، وبعد أن حظيوا بصدى شعبي تم عرض حلقات مختارة في إطار مهرجانات سينمائية أو في عروض خاصة برفقة حلقة نقاش بمشاركة المبدعين والمشاركين. لوجود المسلسل في عدة وسائل تواصل يصعب تقدير عدد المشاهدات للحلقات، ولكن حسب صفحة الفيسبوك التابعة للمسلسل، اكبر عدد مشاهدات وصل ما يقارب لمئة ألف مشاهدة، وادني عدد مشاهدات تعدى الخمسين ألف مشاهدة. في صفحة الفيسبوك نفسها يوجد عشرات آلاف المتابعين.
كون مسلسل "عن الاستمرارية" مسلسل ناشط في ماهيته، يمكن فهم ذلك من اسمه الكامل - "عن الاستمرارية: حراك جندري جديد في اسرائيل". خلق هذا المسلسل من أجل جلب إلى الشاشة قضايا لم تذكر حتى الآن. ومع ذلك، ذلك لم يكن هدف المسلسل الوحيد. قال افيك طاسة ليئنور في مقابلة مع مراسلة الثقافة من صحيفة "هآرتس" ايناس الياس أن:
" أردنا تمثيل مجتمع الذي بشكل عام يتم تمثيله من الخارج. التمثيل من الخارج هو تمثيل سطحي وغير شامل، يقوي الرواية المعروفة من الاساس ولا يتحدى الثنائية الجندرية، أما نحن أردنا خلق خطاب الذي يصنع تغيير ورفع الوعي في كل ما يتعلق بالجندر بشكل عام"
(الياس، 2017)
التغيير في رفع الوعي الذي رغب صانعي المسلسل في تحقيقه تم صنعه بمساعدة الوسيط الذي اختاروه، استخدام - حلقات قصيرة، مشاهدتها متاحة بدون مقابل ومترجمة للغات مختلفة، تظهر مجتمع المتحولين والمتحولات جنسيا في كل أشكاله.
في مفاهيم عدة، غير الانترت وجه النشاط، وأثر بشكل واضح على اشتراك الأقليات المختلفة باحتجاجات في أنحاء العالم. هذا البحث لا يدور حول النشاط في الانترنت، لكن يمكننا أن نرى في مسلسل "عن الاستمرارية" تعبير فني في العالم الرقمي هو جزء من المبادئ التي تميز هذا النوع من النشاط. هناك استعمال في المعرفة المحلية (في هذه الحالة، في عضوات وأعضاء مجتمع المتحولات/ المتحولين جنسيا) الذي يسعى ان يصبح عالميا، مثل ما صنع من قبل ناشطات عربيات في فترة "الربيع العربي" (Radsch & Khamis, 2013). نقل المعرفة إلى الخارج بهدف خلق تغيير ليست بأمر جديد، ورفع مستوى الوعي يعتبر أولى الأدوات النسوية التي تم استخدامها في بداية النضال من أجل الوعي- مثل ما أثبتت مجموعات عدة لرفع مستوى الوعي في سنوات الستينات والسبعينات للقرن السابق (Chesebro, Cragan & McCullough, 1973; Joel & Yarimi, 2014). بالاضافة الى ذلك، صانعو هذا الفن ينتمون الى أقلية غالبا ما يتم إسكاتها في الحيز العالم - رجل مثلي ورجل متحول جنسيًا. لا يثق القائمون على المسلسل في الإعلام السائد في تمثيلهم ولذلك توجهوا الى شبكات التواصل الاجتماعي.
"عن الاستمرارية" هو مسلسل ذو أهداف نسوية واضحة: الرغبة في الراديكالية التي ستفكك الثنائية الجندرية; عرض العديد من الأصوات والتجارب (يمكن رؤية أيضًا تمثيل فلسطيني وشرقي في المسلسل، حيث أن مثل هذا التمثيل نادر جدًا في الشاشة الاسرائيلية،) والاعتراض على النظام الأبوي من خلال خلق احتجاج اجتماعي المبني على الجندر. عند الحديث عن مسلسل "عن الاستمرارية"، نتحدث عن استعمال ذكي ومثقف على المستوى الاجتماعي، في الشبكات وفي "الجنر" الجديد الذي خلق في الانترنت: "مسلسل الشبكة". ردود الفعل الإيجابية التي تلقتها حلقات مسلسل "عن الاستمرارية"، يمكن رؤيتها في صفحة الفيسبوك وفي عدة فيديوهات على يوتيوب، التي تدل على نجاح في المفهوم الإنساني الأساسي.
3. العمل الجماعي
في سنة 2016 أسست السينمائية دانة جولدبرج والشاعرة افرات ميشوري جمعية "كنوكلن- نساء مع كاميرات". في الأساس الجمعية مكونة من مجموعة مبدعات، "مشاركة فنية-مهنية هدفها نشر أعمال فنية سينمائية، ادبية والخ، التي تعبر عن عالم النساء، من وجهة نظرهن" (من موقع الجمعية). هدف الجمعية، حسب أقوال المؤسسات، هي إعطاء منصة لأصوات، شخصيات وتجارب نسائية، في الغالب لا يحظين في الفرصة للتعبير عن أنفسهن على شاشات السينما، أو منصات في الحوارات الادبية في اسرائيل. فرقة الجمعية، التي تشارك فيها نساء بالأساس، تصنع افلام قصيرة وطويلة، تقيم ورشات، دروس فنون، وحتى تنشر كتبًا وأوراق شعر صاغتها نساء.فيلم طويل الذي صنع في إطار الجمعية، " موت الشاعرة" ، اشترك في مسابقة رسمية لمهرجان السينما العالمي في القدس في سنة 2017، وحاز على عدة جوائز.
حين أسسوا دانة جولدبرج وافرات ميشوري الجمعية، هما مبدعات معروفات في المجال - ميشوري في مجال الشعر والأدب، وجولدبرج في مجال السينما. الامر الذي ادى الى اقامة هذه الجمعية، وبالإضافة إلى ذلك، الحاجة في جمع الاموال من اجل نساء مبدعات. والحاجة إلى طريقة بديلة في جمع الاموال، بالاضافة الى ذلك، في اسرائيل، إحدى الطرق الأكثر نجاعة لجمع الأموال هي عن طريق صناديق السينما العام. على مدار السنين، ليس فقط عدد الأفلام التي صنعت من قبل نساء أقل، بل صناديق عامة موّلوا في المعدل افلام لنساء بمبالغ اقل من الأفلام التي صنعت من قبل رجال (الفنت، 2017). إمكانية جمع الأموال التي بدأت مع قيام الجمعية التي أسستها ميشوري وجولدبرج فتحت الفرص لمبالغ وطرق إضافية لتشجيع الإبداع النسائية في السينما.
مجموعة "كنوكلن" هي مثال ممتاز لمجموعات ناشطة نسويّة فعّالة لنساء، في الطريق لتحسين حقوقهن، ظهورهن، ووجهات نظرهن. حيث ان حيز صناعة السينما الإسرائيلية هو حيز ذكوري في غالبه، العمل الجماعي لمجموعة كنوكلن تتحدى هذا الوضع القائم. "كنوكلن" هي جمعية نسوية فعّالة في العلن، وبذلك تتبع للنشاط المعاصر، حيث تدعي مكسين مولينو تتبع لهذا النشاط المعاصر حركات نسائية ومجموعات تعمل من أجل خلق تغيير ثقافي وسياسي (Molyneux, 1998, p. 222). "كنوكلن" يعرفن أنفسهن ك"فرقة"، وليس كمجموعة، ولكن أعمالهن في جماعية، وحقيقة تنظيمهن تندرج تحت تعريف مولينو (Molyneux, 1998) لتشكيل حراك أو مجموعة نسائية : تنظيم اجتماعي مشترك لنساء (لكن ليس بالضرورة فقط نساء)، صاحبة اهتمامات مشتركة، وأهدافها متعلقة بالجندر، الاعتراض على الوضع القائم، والسلطة الجندرية. شيلا ريفوفتم (Rowbotham, 1992) تدعي ان بالمجموعة، بحث عضوات المجموعة عن الاستقلالية ليس شخصي ولا يتعلق فقط بهن، بل في كل عضوات المجموعة - وحتى خارجها، للنساء غير التابعات للمجموعة. البحث والتغيير هذا يناسب الأهداف التي وضعتها مؤسسات الجمعية وعضواتها.
النشاط الثقافي ل"كنوكلن" لا يظهر فقط في حقيقة وجود الجمعية وأهدافها، بل أيضا في المحتويات التي تخلقها الجمعية. فيلم دانة جولدبرج وافرات ميشوري، "موت الشاعرة"، الذي صنع في إطار الجمعية وخلق من عمل جماعي، يتحدث عن امرأة فلسطينية حاملة للجنسية الاسرائيلية (سميرة سرايا) وامرأة قادمة من الاتحاد السوفيتي (يفجنيا دودنيا)، كلاهما شخصيات لا تظهرن بشكل عام على شاشة السينما الإسرائيلية - وبالتأكيد ليس كشخصيات مركزية. الافلام القصيرة الاخرى التي صنعت خلال عمل جماعي تطرق ايضا لشخصيات هامشية، وتساهم في تعزيز الرؤية القائمة والتمثيل الفعلي. تحولت ورشات أدبية اقيمت في اطار المجموعة لسلسة شعر نسائي ("نار صغير 77")، وساهموا في تعزيز ابداعات نسائية فنية بمساعدة منصات لم تكن موجودة من قبل.
فنانات المجموعة الفنية "استوديو خاص بك"، مجموعة فنانات يهوديات-متدينات نسويات، أقاموا في القدس بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي حدث في سنة 2017، معرض خارجي بعنوان "بتسلماه".[23] العرض كان نتيجة حصاد ورشة التي أقيمت في مركز لمعالجة العنف في العائلات المتدينة و المتزمتة في القدس باسم "يد سارة". شملت الورشة لقاءات تعليمية لنساء من ضحايا العنف المنزلي اللواتي قمنا بخلق أعمال تصورية بواسطة كاميرا هاتف ذكي. خلال خلق الصور من اجل العرض شاركت النساء اللواتي يعملن في الطاقم المعالج (يشمل العاملات الاجتماعيات ومديرات المركز)، المرشدات الفنيات اللواتي علمن النساء التصوير بطريقة فنيّة، وايضًا المعالجات أنفسهن- سويًّا كانوا مكرسات للعملية الفنية وقدموا معًا منتجات بصرية للمعرض، متساويات كليًّا.
المساحة العامة التي اختيرت للعرض هي مركزين بارزين في القدس- شارع المشاة شاتز وشارع بتسلئيل، التي تعد من أكثر الأماكن الفنية المشهورة للترفيه و للاستهلاك الفني في المدينة، و موجودان جانب فضاءات عرض معروفة مثل "بيت الفنانين" ومبنى بتسلئيل القديم للفنون. الهدف من اختيار هذا المكان هو منح النساء اللواتي عانوا من عنف الشعور بأنهن وصلوا لقدرات فنية عالية، ويستحقوا معرض "حقيقي"، وايضا من اجل منحهن ومنح قصة حياتهن الصعبة عرضة في الأماكن العامة، بدلًا من سنوات عديدة في الاختباء والشعور بالاضطهاد على مدار سنوات حياتهن البالغة في اطر عائلات معنّفة التي يعيشون فيها. الصور التي قمنا بالتقاطها النساء علقوا على عواميد الكهرباء في الشارع وايضا هنا، مثل عمل كورطيف وبوريان، لقد شكّلوا تدخل في فضاء المدينة السائد. وبذلك، كان بالإمكان رؤية نساء ورجال، علمانيات/ين متدينات/ين من تيارات مختلفة، يوجهوا اعينهم الى عواميد الكهرباء ويرون الابداعات التي علقت فوق رؤوسهم. من بين الصور البارزة كان من الممكن التأثر من صورة لملابس رطبة من الغسيل معلقات من أجل التنشيف، وبشكل مجازي ترمز لعمليات تغطية وإخفاء العنف الذي تتعرض له المرأة داخل منزلها. صورة فنية اخرى عرضت نافذة لا تعمل لدكان مهجورة، وفيها دميتان عرض بدون ايدي وارجل، أحدهما منتصبة والاخرى ملقاة على الأرض على جانبها، عندما يتم التخلي عنها والعنف واضح في المشهد التصويري بأكمله.
مؤرخة الفن ميؤورة رييلي (Reilly)، صائغة المصطلح "النشاط التنظيمي" (Curatorial Activism)، وصفت الفكرة النابعة من وراء هذا المصطلح حيث تدعي أن هدفهن الأساسي لتنظيم معارض فنية ذات طابع عاطفي والحاجة الماسة الى لخلق تغيير مجتمعي من أجل التأكد من أن قطاعات كبيرة من السكان لم تعد مستبعدة من السرد المسيطر في الفن. بالنسبة لها ، هذه ممارسة ملزمة بمبادرات مناهضة للهيمنة، تمنح صوت لؤلاء الذي اسكتهم التاريخ، وعلى هذا النحو- اغلب تركيزها لأعمال فنية لنساء، أشخاص ذو لون بشرة، غير اوربين و/أو كوريين (Reilly, 2018). تشير رييلي على الحاجة لتنظيم معارض لفنانات، ولفنون نسوية بالتحديد، عن طريق تصحيح مفضل الذي يهدف إلى إلغاء إقصاء المزيد من النساء- من سرديات الفن الحالي ومن تاريخ الفن بشكل عام. هذا هو بالضبط ما تفعله القائمات على هذا المشروع الجماعي "استوديو خاص بك" في داخل الحيز المقدسي- نوجا جرينبرج ويعيل هورن- دنينو (زورع، 2017).
4. قوة للجمهور
مجموعة "قوة للجمهور" الذي تعمل في إطار أيديولوجية نسوية متعددة الثقافات ومتعددة القوميات، مبادرة مشاريع في جنوب تل ابيب، منطقة مستضعفة ومليئة بالعنف في إسرائيل.[24]المشروع منذ سنة 2017 الذي يدعى "نساء في الحيز"، هي مجموعة فنية هدفها تقديم ساكنات حي نافيه شأنان وجنوب تل أبيب في الحيز العام التابع للمدينة. تأمن عضوات المجموعة، بأن إبراز ظهور تلك النساء يخدم عدة اهداف في نفس الوقت: زيادة شعورهم بالأمان الشخصي، ترسيخ الانتماء الى الحيز العام الذي سلب منهن واعادة استملاكه من جديد، وتشجيع التسامح تجاه فئات اجتماعية مستضعفة (لي، 2017). كما وذكرت عضوات المجموعة في مقال نشرنه عن موقفهن، تأتي المبادرة الفنية على شكل عمليتين أساسيتين التي دفعتهن إلى تنفيذ المشروع: من ناحية رغبتهن في لفت انتباه الجمهور إلى الضائقة التي تمر فيها نساء من سكان جنوب تل ابيب وإيجاد حلول لنسبة الإجرام، الكثافة السكانية، الإهمال وعدم تواجد البنية التحتية في تلك المنطقة من المدينة، التي تؤدي الى زعزعة الشعور بالأمان الشخصي لساكنات تلك المنطقة وتبعدهن عن المساحات العامة في الحي، خصيصا في ساعات الظلام; من ناحية أخرى، تمييز وتقديم لتمثيلات قائمة لنساء في الحيز العام - تظهر بالأساس في الإعلانات الخارجية - التي في نظرهن ذات إشكالية ومنحازة جندريا وعرقيا، اي انها تحتوي على تمييز جنسي واضح الذي يساهم في ازدهار ثقافة الاغتصاب في المجتمع ويشير أيضا إلى مشاكل التعددية في المظهر، بسبب ان اغلب الاعلانات تظهر نساء من مجموعة اجتماعية معينة وغير متعددة. الرؤية التي قمنا بصياغتها عضوات المجموعة بهذا المشروع هو المطالبة في حقوق النساء الملهمات من سكان جنوب تل ابيب في الحيز العام وتقديم تمثيلات متعددة، قوية وناشطة في المجال العام.
أتاح المشروع توثيق حوالي عشرين امرأة، يهودية وغير يهودية، من حارات جنوب تل ابيب اللواتي هو شخصيات مؤثرات في مجتمعهن لخلق صور لأنفسهم وفي طياتها أيضا جملة شخصية لكل واحدة.بعد ان تصورت كل واحدة منهن بادروا في عمل معرض التي اقيم في معرض "بيت اختي"، الذي كان المركز الثقافي الوحيد في المنطقة وكان مبادرة ثقافية من قبل بنات وشباب المنطقة الأصليين وليس لسياسيات، عاملات بلدية، متطوعات أو ناشطات يعشن خارج هذه المنطقة.[25] بالاضافة الى ذلك، طبعت عضوات المجموعة ملصقات التي تدمج بين صورهن الشخصية والنص، الذي هو اقتباس من كل متصورة وارائها تجاه الحيز التي تعيش به. من بين النساء يوجد لاجئة سياسية من ارتريا التي نجت معسكرات التعذيب في سيناء; مواطنة مخضرمة من أصل شرقي من مواليد الحي; مهاجرة عمل مسيحية من الفلبين; امرأة اسرائيلية عملت في الدعارة ومنذ أن تركت بقيت في الحي لمساعدات الأخريات اللواتي يعملن في الدعارة حتى الآن، والعديد.
بالاشتراك مع بلدية تل أبيب خططن تعليقهم في لافتات الإعلانات الخارجية في أنحاء المدينة - في شمالها وجنوبها سويا. وهكذا، كل مدة المشروع، بدلا من عارضات أزياء مشهورات صاحبات مظهر جسدي متناسق اللواتي يعرضن ملابس، عطور وخدمات تجارية - الحيز العام للمدينة يمتلىء بشخصيات نسائية ناشطات من جنوب المدينة حيث يملكن اجسام وأصول عرقية متعددة، وبالتالي يتم تعزيز نضال ناجع ضد العنصرية والتمييز الجنسية، ذلك بالإضافة ، الى شعور النساء النشاطات في جنوب تل ابيب ونساء المجموعة الفنية هذه، الصور التي ستنشر في أنحاء المدينة سوف تثير الفخر والشعور بملكية نساء المجتمع من جنوب المدينة على حيز المدينة العام التي تعشن فيه.
يشكل المشروع وساطة مكانية فعالة لسببين رئيسيين. السبب الأول هي إعادة وصل بين ساكنات الحارات الجنوبية وبين المساحات العامة وشوارع الحارة التي ابعدن عنها بسبب الأمان الشخصي المتدني أثر وجود لاجئين ومهاجري عمل كثيرون - المندفعون للتجمع حول منطقة المحطة المركزية، من أجل العيش والعمل بها - ويشكلون بؤرة اجتماعية ومكانة-اقتصادية-جندرية جديدة للاحتكاك مع سكان وساكنات الحارة المخضرمين، الذين يضطرون مشاركتهم المساحة المكتظة والبنية التحتية المهترئة من الأساس.[26] ثانيا، المشروع الفني يربط بينهن وبين باقي سكان المدينة، الذي يسكنون في مركزها وشمالها، حيث سيتعرفون على شخصيات مركزية متعددة من جنوب المدينة، وهكذا يتم تعزيز تقارب القلوب بين أقسام المدينة المختلفة ويحصل تعارف مع وجوه نساء من مجموعات اجتماعية عرقية ومكانية متعددة، بشكل غير مباشر.
هدف مشروع "نساء في الحيز" هو تمكين ساكنات نافيه شأنان تقديم انفسهن ومجتمعهن في حيز الحارة والمدينة كله. فرض حقوقهن في الحيز، وكشف نساء ملهمات الساكنات والناشطات في جنوب تل ابيب لجميع سكان المدينة. هذه المبدأ يطابق نظرية الفيلسوف الفرنسي هنري لافبر (Lefebvre) مؤلف مقالة (The Right to the City,1996) وشرح فيه عن أن الحياة الحضرية في ظل عصر الرأسمالية المتأخر يشكل تحديات كبيرة بالأخص على مجموعات مختلفة. يقول لافبر انه ليس فقط لسكان المدينة الحق بالتنقل، كسب لقمة العيش والتمتع في مدينتهم، بل على كل المواطنين اجمعيا يوجد الحق في أخذ جزء والتأثير على نسيج الحياة في المدينة والاشتراك بشكل فعال بالحياة السياسية وبعملية اتخاذ القرارات المختلفة في المدينة (Lefebvre, 1996). الجغرافيون الإسرائيليون حن مسجف وطوبي بانستر يستمرون في نفس فكرة البحث هذه بحثهم حول نساء ناشطات في جنوب تل ابيب ويقرون أن الجانب الجندري هو ذات أهمية قصوى لفهم وضع ومكانة النساء في الحيز (Misgav & Fenster, 2016). من خلال بحثهم، يمكننا فهم الاختلافات الشاسعة الموجودة بين نساء من جنوب تل ابيب، هن في الغالب شرقيات أو مهاجرات عمل ومن مكانة اقتصادية منخفضة وبين نساء من مركز وشمال المدينة. إن انتمائهن إلى هذه المجموعة يتناقض كليا مع التكوين الديموغرافي للنساء اللائي يعشن في أقسام الطبقة الأكثر قوة. مثل مركز وشمال تل ابيب. اللواتي يعشن في أماكن غير مليئة في اللاجئات والمهاجرات، وبالتأكيد هن ليسوا كذلك.
كما ذكر، المكانة المستضعفة لنساء جنوب تل ابيب تجبرهن على محدودية الحركة بالاخص في إطار حاراتهم الجنوبية. إن إحدى أهم التجاوزات المباركة هي تحطيم الحدود التي تم حدوثه من خلال مشروع فني نسوي، أقيم في تموز 2017، في وقت معرض "نساء في الحيز" توجهت إلى الكنيست في القدس ونصبت في مكان مركزي أمام لجنة التربية التي أقامت في الوقت ذاته جلسة حول موضوع النساء في اسرائيل. وبذلك، المشروع النسوي الفعال "نساء في الحيز" مكنهن من الهروب من المحو والتجاهل في الحيز العام، وهي في الغالب لنساء مستضعفات في البريفارية الاجتماعية الاقتصادية في إسرائيل.
تلخيص واستنتاجات
في الأعمال الفنية التي تم تداولها في هذا المقال الانفصال والغربة يندمجان مع الشعور بالانتماء للمجتمع، حضريا وقوميا. حياة المرأة في الثقافة الابوية، التي هي بالاخص ذكورية في نطاق العرقية القومية في اسرائيل، تمكن هذين الطرفين بالالتقاء والاندماج على الرغم من التناقض الواضح الكامن وراء المشاعر المتضاربة، وتمكن ايضا من خلق شيء اضافي، جديد. نشاط في حيز لنساء اللواتي يعرفن أنفسهن كناشطات نسويات يقدم تجارب جسدية جندرية لنساء في مجتمع أبوي في حيز معادي للمرأة. تحطيم الحواجز بين الحيز الشخصي والحيز العام هو نشاط نسوي معروف والانشغال المكثف فيه وتفككه التحليلي الانعكاسي هو امر بالغ الاهمية من اجل فهم الفن النسوي الناشط في إسرائيل.
مثلًا، الشعور بأنك غريبة في مدينتك، أمر نموذجي لنساء في الحيز العام. هذه الغربة هي تطبيق لسياسة الأقليات، وهي تخفي في طياتها إمكانية حقيقية للاعتراض. الدالة السياسية لمصطلح "أقليات" مشتقّة من الفكر السياسي للفلاسفة جيل دلز (Deleuze) وفليكس جوتري (Guattari)، كما يوضح الباحث الاسرائيلي اهاد زهافي: "الأقليات هي عمل سياسي الذي يسعى إلى تقويض القوة القامعة، الاعتراض على القوة المهيمنة، للتهرب من ضرورة العنف" (زهافي، 2010، صفحة 91). الأقليات، التي نشاطها مستمر ويتحدى النظام السائد، دري في منعطف واحد مع تجربة الغربة: " الاقليات يدعون لتحويل نفسك الى غريب في عالمك حتى يحظى الغريب الذي في عالمك إلى مكان خاص به، بجانبك" (زهافي، 2010، صفحة 98). الغربة هي أمر مهدد، في الانفصال وعدم الانتماء، لكن بالنسبة للمختارين حالة المقاومة لتشكيل الأقليات هذه الإمكانية الوحيدة الموجودة تقريبا.
الفن النسوي الناشط التي تم تداوله هنا هو أقلية في مفهوم السياسة المعاكسة والراديكالية الموجودة بطياتها. خلق من أجل تعزيز وخلق خطاب حول مجموعة متعددة من القضايا الجندرية، مكانات، عرق، قوميات، واديان تعزز حوار مع عدة نساء من مجموعات اجتماعية مختلفة. احيانا يتم ذلك بواسطة الفكاهة أو السخرية، واحيانا مع غضب مكبوت أو مندلع، أحيانا عن طريق إعادة نقد أدائي . الفنانات النسويات يضفون طابع رسمي بشكل رؤية-فنية مواضيع متعددة التي تتطلب عرضة وتغيير في العالم، وتتحول اعمالهن الى أداة التي بواسطتها يخلقون تواصل مع الجمهور وتسخيره لتفكير انعكاسي حول قضايا اجتماعية مشتعلة.
يتم رسم أوجه شبه عديدة بين الفنانات الناشطات في إسرائيل في مجال النسوية الناشطة وبين الفنانات الناشطات في دول أخرى. نشاطات في الشبكة، احتجاج في مكان عام، عد الرؤوس والمجموعات الفنية ليست فقط موجودة في إسرائيل، لكن الأطر المحلية هي التي تمنحها تمييزها، وتؤثر على طريقة عمل المبدعات. هذه الأطر لا تفوت محتويات العمل، وهكذا لجانب مواضيع عالمية مثل أمهات، جنسانية، سوق العمل وما شابه، بإمكاننا رؤية مواضيع محلية كليا الموجهة تجاه المجتمع الموجودين به، مثل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، التعامل مع الأقليات العرقية، الهجرة وحقوق المواطنات. هذا المقال لا يتداول فقط محتويات الناشطين فقط، بل ايضا في عملية خلقها. هذا البحث، وهو متعدد التخصصات في جوهره، يسعى الى الإشارة إلى طرق تفكير، رسم الخرائط والمفاهيم للمجال الناشط النسوي في الفنون في إسرائيل. هو يضيء طريق عملها وسيرورة قبول الفنون النسوية الناشطة ويكشف الخطابات المختلفة التي تخلقها. نحن نقترح استخدام هذا المقال كأساس لأبحاث اضافية، ضروري لتطوير هذا الخطاب وتعزيزه في الميدان.
الأعمال الفنية الناشطة التي تم صنعها في السنوات الأخيرة في إسرائيل تتميز في عرضها وجهات نظر جديدة على مواضيع تم اصماتها وفي طياتها عناصر تحدي وتعطيل وبالتالي لديهم أيضًا القدرة على تغيير الوعي (Robinson, 2015, p. 44). الأعمال التي تم تداولها هنا صنعت عن طريق وسائل تواصل مختلفة والمبدعات قمنا باستخدام طرق عمل مختلفة ومتنوعة من اجل خلقهن، ولكن هدفهن متشابه: جميعهن يطالبن في تحدي الممارسات المقبولة في مجال الفن وتحدي الهيمنة المسيطرة على الموارد وطرق العمل المقبولة، ويطمحن إلى خلق تغيير راديكالي في الخطاب العام وفي المجتمع، سواء بواسطة عمل سينمائي، مسرحي، أو فن تشكيلي، في نهاية المطاف، تقدم الفنانات الناشطات النسويات في إسرائيل أفقًا راديكاليًا وذات تحدي من أجل مجتمع عادل ومتكافئ.
دكتور طال ديكل
رئيسة البرنامج التعليمي للقب الثاني في الفنون متعددة المجال (محو الأمية البصرية) في كلية سمينار هكيبوتسيم ومدرّسة في قسم تاريخ الفن في جامعة تل أبيب. شغلت ديكل منصب رئيسة الجمعية للبحث في الفن النسائي والجندري في إسرائيل وكرئيسة المنتدى التعليمي للجندر في جامعة تل أبيب. تختص ديكل بمواضيع الفنون والنسوية وسيرورة بناء هوية في فئات مثل الجندر، الجيل، عرق وقومية.
ليئور الفينت
طالبة دكتوراه في القسم لعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة بن جريون، صاحبة لقب ثاني في الجندر من جامعة تل أبيب. في العقد الأخير كانت ليئور ناشطة في مواضيع تعزيز النساء في الإعلام والسينما- هي إحدى مؤسسات المبادرة النسوية "بوليتيكال ريدر"، مديرة مهرجان السينما "مثلية فتاكة"، ومديرة منتدى منتجات السينما والتلفزيون في إسرائيل. بحثها ، تحت ارشاد بروفسر نيتسا بركوفتش، يعمل في آليات عدم المساواة الجندرية في مجال صناعة السينما في إسرائيل، من خلال التركيز على تجارب النساء الناشطات به.
بيبليوغرافيا
الياس، أ (26 كانون ثاني، 2017). أيضا في مجتمع المتحولين/ات من الأفضل أن تكون اشكنازي وليس شرقي. هآرتس. اخذ من http://www.haaretz.co.il
الفنت، لي (شباط، 2017). نساء في السينما الروائية الطويلة في اسرائيل: صورة الوضع القائم حاليا للمقاومة. محاضرة عن النساء والجندر في الفن في اسرائيل، جامعة تل ابيب، تل ابيب، أخذ من https://docs.wixstatic.com/ugd/96819b_4934d1c88e5f4feb9731da2f0cc6b05a.pdf
اشري، م' (2 من أيار،2017). منتدى لتعزيز الأعمال المسرحية أقيم بمبادرة اتحاد المخرجين والممثلين. هآرتس. اخذ من: http://www.haaretz.co.il
بوردييه، ف' (2005). اسئلة في الستسولجية. تل ابيب: رسلينج.
دبول-دبير، ن (8 اذار، 2016). عرض احتجاجي: عضو تناسلي لنساء من بطاقات فتيات في الدعارة.Ynet. اخذ من: http://www.ynet.co.il
زهافي، أ (2010). اقليات. مفتاح: مجلة لكسكلي للتفكير السياسي، 1، 91-103.
زورع، ع (12 آذار، 2017). شارع بتسلئيل: عرض مميز في الشارع لتصويرات نساء. صوت المدينة القدس. اخذ من : https://www.kolhair.co.il/
طريجر، س (2011). كلام المحرر. القانون- المجلة لشؤون القانون، ט"ז (1-2), 7-12.
طرخطنبرج، ج (2010). بين المعاصرة الجندرية في الفنون بإسرائيل 1970-1920: علم الاجتماع للفن يقابل التأريخ للفن الإسرائيلي. داخل ع هيلبرونر، م لوين (مدققين)، كيف نقول Modernism بالعبرية؟ (صفحة 99-153). تل ابيب: رسلينج.
يوسف، ر (2010). معرفة رجل: الجنسانية، الرجولة والعرقية في السينما الإسرائيلية. تل ابيب: الكيبوتس الموحد.
لاهف-راز، ي (2014). اللسانيات والجنس اللغوي بين الفتيات الموجودات في الدعارة. ستسولوجية إسرائيلية 16 (1): 7-30.
لوبين، أ (2013). الحيز والنظرة. داخل ر' هلفرن (مدققة)، كيف أوجدت؟ وجهات نظر جندرية عن الحيز (صفحة 17-76). هرتسليا: كيرن فريدرخ اجربت.
لي، اف' (4 أيار،2017). "نساء جنوب تل ابيب": معرض جديد يعرض الناشطات في جنوب المدينة. هآرتس. اخذ من: http://www.haaretz.co.il
مروم، ي' (14 شباط، 2017). الحب ليس مثل ما اعتقدتم: عيد الحب كاحتجاج. محادثة محلية. اخذ من: https://mekomit.co.il/stream/%D7%90%D7%94%D7%91%D7%94-%D7%9C%D7%90-%D7%9E%D7%94-%D7%A9%D7%97%D7%A9%D7%91%D7%AA%D7%9D-%D7%95%D7%9C%D7%A0%D7%98%D7%99%D7%99%D7%9F-%D7%91%D7%A1%D7%99%D7%9E%D7%9F-%D7%9E%D7%97%D7%90%D7%94/
تسمرت-كرتشر، ه'، هرتسوج، ه'، حزان، ن، بسين، ي، بن الياهو، ه وبيير-جارب، ر (2016). مقياس الجندر: عدم المساواة الجندرية في إسرائيل. القدس: معهد فان-لير.
شفربر، د (2017). فن نسوي يهودي في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، 2017-1999.(انشاء من اجل الحصول على اللقب "دكتور للفسلفة"). جامعة بار ايلان، رمات جان.
Broude, N., & Garrard, M. (Eds.). (1994). The power of feminist art: The American movement of the 1970s, history and impact. New York: Abrams.
Buchloh, B. (1990). Conceptual art 1962-1969: From the aesthetic of administration to the critique of institutions. October, 55(winter), 105-143.
Byerly, C. M., & Ross, K. (2008). Women and media: A critical introduction. John Wiley & Sons.
Chadwick, W. (1990). Women, art and society. London: Thames & Hudson.
Chadwick, W., & Latimer, T. T. (2003). Becoming modern: Gender and sexual identity after World War I. In: W. Chadwick & T. T. Latimer TT (Eds.), The Modern woman revisited: Paris between the wars (pp. 3-20). New Jersey and London: Rutgers University Press.
Chesebro, J. W., Cragan, J. F., & McCullough, P. (1973). The small group technique of the radical revolutionary: A synthetic study of consciousness raising. Communications Monographs, 40(2), 136-146.
Clement, G. (1996). Care, autonomy and justice: Feminism and the ethics of care. Boulder, Co: Westview.
Cohen, N. (2011). Soldiers, rebels, and drifters: Gay representation in Israeli cinema. Detroit, Michigan: Wayne State University Press.
Cox, E. (2015). Performing noncitizenship: Asylum seekers in Australian theatre, film and activism. London: Anthem Press.
Crenshaw, K. W. (1991). Mapping the margins: Intersectionality, identity politics, and violence against women of color. (Women of color at the center: Selections from the third national conference on women of color and the Law). Stanford Law Review 43(6), 1241-1299.
De Jong, W., Shaw, M., & Stammers, N. (2005). Global activism, global media. London: Pluto Press.
Deepwell, K. (2009). Editorial. n. paradoxa – International Feminist Art Journal, 23(special volume on: art activism), 4.
Dekel, T. (2011). From first-wave to third-wave feminist art in Israel: A quantum leap. Israel Studies Journal, 16(1), 149-178.
Dekel, T. (2013). Gendered – Art and Feminist Theory, Newcastle: Cambridge Scholars Publishing.
Dekel, T. (2016). Transnational identities: Women, art and migration in contemporary Israel. Detroit: Wayne State University Press.
Demo, A. T. (2000). The Guerrilla Girls' comic politics of subversion. Women's Studies in Communication, 23(2), 133-156.
Elam, H. J. (2003). Editorial comment: Theatre and activism. Theatre Journal, 55(4), vii-xii.
Fraser, A. (2005). From the critique of institution to an institution of critique. Artforum, 44(1), 100-106.
Freedman, E. (2007). No turning back: The history of feminism and the future of women. New York: Ballantine Books.
Gilligan, C. (1982). In a different voice. Massachusetts: Harvard University Press.
Harding, S. (1992). Rethinking standpoint epistemology: What is "strong objectivity"? The Centennial Review, 36(3), 437-470.
Haskell, M. (1987). From reverence to rape: The treatment of women in the movies. Chicago: University of Chicago Press.
Hooks, B. (1990). Marginality as a site of resistance. Out there: Marginalization and Contemporary Cultures, 4, 341-343.
Hooks, B. (2000). Feminism is for everybody: Passionate politics. London: Pluto Press.
Iordanova, D., & Cunningham, S. (2012). Digital disruption: Cinema moves on-line. UK: St Andrews film studies.
Joel, D., & Yarimi, D. (2014). Consciousness-raising in a gender conflict group. International Journal of Group Psychotherapy, 64(1), 48-69.
Johnston, C. [1973] (2000). Women's cinema as counter-cinema. In: A. Kaplan (Ed.), Feminism and film (pp. 22-33). Oxford: Oxford University Press.
Jones, A. (Ed.). (2003). The feminism and visual culture reader. New York: Psychology Press.
Lefebvre, H. (1996). The right to the city. In: E. Kofman, & E. Lebas (Eds.), Writing on cities (pp. 428-436). Cambridge, Massachusetts: Wiley-Blackwell.
Lev-Aladgem, S. (2003). Ethnicity, class and gender in the Israeli community theatre. Theatre Research International, 28(2), 181-192.
Lev-Aladgem, S. (2003). From object to subject: Israeli theatres of the battered women. New Theatre Quarterly, XIX(2), 139-149.
Lev-Aladgem, S., & First, A. (2004). The Israeli community theatre as a Site for performing gender and identity. Feminist Media Studies, 4(1), 37-50.
Lippard, L. [1984] (2015). Trojan horses: Activist art and power. In: H. Robinson (Ed.), Feminism, art, theory – An anthology, 1968-2014 (pp. 69-79). UK: John Wiley & Sons.
Loist, S., & Zielinski, G. (2012). On the development of queer film festivals and their media activism. Film Festival Yearbook, 4, 49-62.
Minić, D. (2014). Feminist publicist strategies: Women’s NGOs’ media activism and television journalism in Serbia and Croatia. Media, Culture & Society, 36(2), 133-149.
Misgav, C., & Fenster, T. (2016). Day by day-protest by protest: Temporal activism and the feminist Mizrahi right to the city. Cities, 76, 29-35.
Molyneux, M. (1998). Analyzing women's movements. Development and Change, 29(2), 219-245.
Mulvey, L. (1975). Visual pleasure and narrative cinema. Screen, 16(3), 6-18.
Nochlin, L. [1971] (2003). Why have there been no great women artists? In A. Jones (Ed.), The feminism and visual culture reader (pp. 229-233). London: Routledge.
Padva, G. (2007). Media and popular culture representations of LGBT bullying. Journal of Gay & Lesbian Social Services, 19(3-4), 105-118.
Radsch, C. C., & Khamis, S. (2013). In their own voice: technologically mediated empowerment and transformation among young Arab women. Feminist Media Studies, 13(5), 881-890.
Reckitt, H., & Phelan, P. (Eds.). (2001). Art and feminism. London: Phaidon Press.
Reilly, M. (2018). Curatorial activism – Toward an ethics of curating. London: Thames & Hudson.
Rich, R. B. (1992). New queer cinema. In P. Cook & P. Dodd (Eds.), Women and film: A sight and sound reader (pp. 164-174). Philadelphia: Temple University Press.
Robinson, H. (2015). Activism and institutions. In: H. Robinson (Ed.), Feminism, art, theory – An anthology, 1968-2014 (pp. 69-79). UK: John Wiley & Sons.
Rowbotham, S. (1992). Women in movement: Feminism and social action. New York and London: Routledge.
Torchin, L. (2015). Conditions of activism: Feminist film activism and the legacy of the second wave. In L. Mulvey, & A. Backman Rogers (Eds.), Feminisms: Diversity, difference, and multiplicity in contemporary film cultures (pp. 141-148). Amsterdam: Amsterdam University Press.
Volkoya, T. (2013). The chronicles of Russian art. In: Weibel P (ed) Global
Activism – Art and Conflict in the 21st Century. MIT Press, pp. 515-530.
White, P. (1999). Uninvited: Classical Hollywood cinema and lesbian representability. Indiana: Indiana University Press.
Yosef, R. (2004) Beyond Flesh: Queer Masculinities and Nationalism in Israeli Cinema. New Jersey: Rutgers University Press.
Yuval-Davis, N. (2006). Intersectionality and feminist politics. The European Journal of Women's Studies, 13(3), 193-209.
[1] لضيق الصفحة، هذا المقال لن يطرح بحثا موازيًا حول الفن النسوي الذي يُنشؤ بدُول اخرى ولن يطرح تاريخ وتطور هذا المجال. للتوسع بذلك يمكنك رؤية: Byerly & Ross, 2008; Cox, 2015; De Jong, Shaw & Stammers, 2005; Deepwell, 2009; Elam, 2003; Johnston, 1973; Loist & Zielinski, 2012; Minić, 2014; Torchin, 2015
[2] بحسب نظرية التلقي (Reception Theory) في الفن يمكن ملاحظة العلاقة بين أعمال الفن كنشاط أنشئ من الثقافة بشروط معينة وبين الطرق التي تعمل بها المؤثرات على الثقافة التي عبر ينشأ ويُمكن تعلم الطريقة حول التاثير الذي يتم خلقه. على حسب ما يشرحه باحث الفن دافيد شفربير (2017)، يجب فهم الأعمال الفنية الناشطة كعمل مستمر التي يمكن قراءتها عن طريق نظرية القبول وكذلك عن طريق النقاشات التي تدور بسبب هذه الأعمال. امتحان سيرورة الأعمال المهمة (meaning making) الفنية تمكننا من تقدير المساهمة الفنية للمساحات الاجتماعية وعلاقاتها بالجوانب الثقافية خارج عالم الفن
[3] على حد علمنا ان هذا المقال حول موضوع الفن النسوي الناشط في إسرائيل هو الأول من نوعه حيث لم يتم كتابة مقالات او كتب اخرى في هذا الموضوع او القيام بأي عمل فني شامل، على قسم من الاعمل الفنية التي تم ذكرها في هذا المقال تم كتابة مقالات صحفية وانتقاد قصير في بعض الصحف (مع ذلك، حول اعمل فنية نسوية التي لم يتم ذكرها هنا تم كتابة بعض الكتب، من المهم الذكر ان هذه الكتب معرفة كأعمال "نسوية" ولكم غير معرفة ك "ناشطة". Dekel, 2013).
[4] الانتقاد المؤسسي (Institutional Critique) يعتبر احدى ادوات الانتقاد المركزية في عالم النقد والتحليل في مجال الفن وذلك تِبعًا للناقدين مثل بنايمين بوخلو (Buchloh) الأمريكي. في هذا الانتقاد قام الفنانين والناقدين بانتقاد حاد للمعارض، الاصدارات، المجلات المهنية وتحديدًا المتاحف كمؤسسات برجوازية. إنتقاد كهذا يتركز حول كشف آليات سياسية، اقتصادية واجتماعية التي تتحكم بالقرار حول ما ومن يحق له بالقيام بأعمال فنية في المتاحف ولمن لا يسمح الدخول، رغم ان الاخير تم تعريفه كمساحة عرض عامة وغير حيادية. للمزيد: Buchloh, 1990; Fraser, 2005.
[5] لموقع المشروع - https://www.einatamir.com/men2.
[6] من الأبحاث القليلة التي تطرقت للنسوية في المسرح في إسرائيل يمكننا ذكر Lev-Aladgem 2003a, 2003b; Lev-Aladgem and First, 2004، ولكن هذه الأبحاث لا تطرق الى نقد المجال بل هم أبحاث نوعية عرقية بصرية.
[7] في مقياس الجندر وجد ان غالبية الرجال في افضلية رقمية نسبة للنساء في الموضوع، 55% ل45%.
[8] يمكن رأيت العرض هنا (في اللغة العبرية فقط): https://www.youtube.com/watch?v=kqFGbUBPwlY&t=4051s
[9] يعمل في إسرائيل عدد كبير من مسارح فرنج، لكن البحثان شمل المسارح المرجعية فقط.
[10] في سنة 2015، فقط 13% مخرجات في المسرح، وفي سنة 2016، كانت نسبتهم 18% (اشري، 2018).
[11] اخذت الاقتباسات من ردود فعل لحدث نشرته المبدعات في صفحة الفيسبوك الخاصة بهن.
[12] (تمر عميت يوسف، اتصال شخصي، 4 أيار، 2017).
[13] يجب الذكر أن بالرغم من وجهة نظر الفنانات، بحسبها تعتبر الدعارة موضوع لا يتم الحديث عنه وعلاجه في اسرائيل، ولكن يوجد نشاطات متفرعة لرفع الوعي لهذه المشكلة. فعلى سبيل المثال هنالك أعضاء كنيسيت ناشطين برئاسة شولي موعلم-رفئيلي، التي تعمل لتمرير قانون في الكنيست لادانة الزبون، شرح وتعميم لإغلاق حانات التعري ومراكز المرافقة وينتج عن ذلك عدة نشاطات لرفع الوعي العام لمشكلة الدعارة في اسرائيل. كل ذلك الى جانب نشاطات عديدة في المجتمع مثل "معهد الوعي" الذي يطالب بالحديث الواسع والعلني عن هذا الموضوع. هذه القضية يتم بحثها على يد باحثات عدة في الأكاديمية، مثل يعلا لاهاف-رز (لاهاف رز، 2014)
[14] مجتمع الميم: مثليات، مثليين، ثنائين/ات الجندر، متحولون/ات وكوير. نحن نعرف أن المجتمع صاحب تنوع كبير، العديد من المجتمعات الفرعية، وهناك نساء ورجال كثيرون لا يرون أنفسهم كجزء من المجتمع رغم ميولهم الجنسية إذا صح القول تربطهم به. ومع ذلك، من أجل الراحة فقط، اخترنا استعمال الاختصار lgbtq كممثل لمجتمع الميم وعلى المجتمعات المتفرعة والخاصة الموجودة به. نحن ننادي للقيام بأبحاث مستمرة، حيث يتداولوا الموضوع بشكل عميق، ويمكنوا وجود مساحة ورؤية واسعة للمجتمع.
[16] المصطلح " ترانس-جيندير" يستخدم بشكل عام كمصحلح عام الذي يشمل هويات مختلفة ليست ثنائية او غير تتلاءم مع الجنس البيولوجي الذي تم تحديده في الولادة. بين التعريفات المختلفة للهوية يمكن إيجاد عابر جنسيًا، جندر-كوير، وغيره.
[17] "هأح هجدول" هي احدى برامج التلفاز المشهور على القناة الثانية، قناة تلفاز لدولة تجاري، المبنية على برنامج big brother™. منذ بدء عرضها سنة 2008 حاظية على نسبة مشاهدة عالية جدا، وجمهور واسع جدا عند بثها.
[18] مايكل الروي في سنة 2015، تالين ابو حنا في سنة 2016.
[19] www.lethallesbian.com
[21] مايكل الروي في سنة 2015، تالين ابو حنا في سنة 2016. https://www.facebook.com/%D7%A2%D7%9C-%D7%94%D7%A8%D7%A6%D7%A3-%D7%A1%D7%93%D7%A8%D7%AA-%D7%93%D7%95%D7%A7%D7%95-%D7%97%D7%93%D7%A9%D7%94-Spectrums-Documentary-Series-1839071526370580/, حلقات مختارة يمكن ايجادها في موقع: "MAKO": http://www.mako.co.il/pride-sex-and-love/identity/Article-e853bdb60c22a51006.htm
[22] https://kinoclan.org/ - الجمعية عملت قرابة العامين، حتى تفكيكها في سنة 2017، معلومة للكشف: ليئور الفنت كانت عضوة في لجنة الإدارة في الجمعية.
[23] عن المعرض: http://www.amanim.com/michalsa241/
[24] يمكن القراءة عن المجموعة في صفحة الفيسبوك التابعة لهم: https://www.facebook.com/pg/Powertothecommunity/about/?ref=page_internal.
[25] عن "بيت اختي" لحراك اختي من اجل النساء في اسرائيل بالامكان القراءة عنهن في صفحتهم الفيسبوك: https://www.facebook.com/%D7%91%D7%99%D7%AA-%D7%90%D7%97%D7%95%D7%AA%D7%99-302206103243248/. مهم الافصاح ان طال ديكيل هي عضو في مجلس ادارة الجمعية
[26] إنّ التواجد الكثيف للاجئين ومهاجري العمل في جنوب تل-أبيب، والظروف التي يعيشون بها لا يُمكن وصفه، ولا بدّ ان سياسة دولة إسرائيل تساهم في ذلك كثير، وكذلك أعضاء الكنيست. كل ذلك على حساب التضييق على السكان المكان المحليين لمصلحة بناء مباني فخمة. هذه ليست المنصة لطرح هذا النقاش المعقد ومع ذلك يمكن إيجاد معلومات اضافية هنا: منظمة مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء في اسرائيل (2018). تل-أبيب، المرجع: http://assaf.org.il/he/tags/%D7%AA%D7%9C-%D7%90%D7%91%D7%99%D7%91; جودوفيتش، رامي (31.8.2017) لن تُصدقوا ما حصل في جنوب تل-أبيب، من:
Comentários